وُوري الثرى عصر اليوم بمقبرة عين البيضاء بوهران جثمان الكاتب والمفكر عبد المالك مرتاض الذي وافته المنية عن عمر ناهز 88 سنة بعد صراع طويل مع المرض، وذلك بحضور كوكبة من الأدباء والشعراء و المثقفين والطلبة ورفقاء درب الكاتب.
ومن جهتها توجهت جريدة "الجمهورية " إلى منزل الفقيد عبد المالك مرتاض الكائن بـ" مطلع الفجر" بوهران لتقديم التعازي لعائلة المرحوم ، وهناك التقينا بزوجته وأبنائه وأحفاده، ورغم الفاجعة الكبيرة التي ألمّت بالعائلة ومشاعر الحزن العميقة، إلا أنها استقبلتنا بأيد مفتوحة، بصفة أن الفقيد كان من الناشطين أدبيا وفكريا بيومية "الجمهورية" ومن محبيها وقرائها الأوفياء، وقامت بإدخالنا إلى مكتبه الذي كان مليئا بالكتب، لكن للأسف كان مكانه فارغا.
كان الصمت والذهول لفقدان أحد أعمدة الأدب العربي يسيطران على وجوه أفراد عائلة الفقيد والمقربين منه، من أهل وأصدقاء ورفقاء الدرب، الذين أبوا إلا أن يسارعوا لمواساة أبنائه وزوجته إثر المصاب الجلل، حيث راح الحاضرون يتذكرون اللحظات الأخيرة من حياة المرحوم ومعاناته مع المرض الذي ألزمه الفراش لفترة طويلة، خصوصا بعد أن ساءت حالته الصحية، مما استلزم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى، كما تحدث أهله وأقاربه الذين عايشوه عن قرب عن خصاله وكيف كانوا يستمدون منه قوة الشخصية والعزيمة والإرادة ، بدليل أنه كان يتمتع بقدرة كبيرة في التغلب على المرض والعجز حسب تأكيد بعض الحاضرين، وظل صامدا إلى غاية اللحظات الأخيرة من حياته..