• هدفي تكوين الأطفال وتأطيرهم في مسرح الشارع.
ذكر الفنان أمين ميسوم أن مسرح الشارع ظهر في عهد المرحوم عبد القادر علولة، بعدها اختفى، لكن مؤخرا أضحى الجمهور يتجاوب معه من خلال بعض العروض، مضيفا أن المرحوم علولة عندما كان يريد أن يعرض مسرحية يقوم بتكليف "القوال" ليجول ويصول في الشوارع من أجل الإعلان عن وجود عرض مسرحي، وكان الفقيد يقدم مسرحيات بالبادية والمداشر والريف، حيث لم تكن آنذاك متوفرة أماكن للعرض، ففكر علولة في تقديم المسرحيات في ، لكي لا يحرم الجمهور من أعماله الفنية، لاسيما الذين ينتمون إلى الطبقة الكادحة، وكان يسمى آنذاك مسرح "القوال" و"المداح".
ويوضح الفنان أمين ميسوم أنه في الوقت الراهن أصبح الجزائريون ينتبهون لمسرح الشارع، ومن أجل إحيائه من جديد وإعادته إلى الساحة الفنية، خاصة عندما احتضنت وهران الألعاب المتوسطية، طلب منهم مدير المسرح الجهوي لوهران السيد مراد سنوسي، تقديم عروض خاصة بمسرح الشارع، واستجابوا للفكرة ، ويقول أمين ميسوم : " بدايتي الفنية كانت في مسرح "الحلقة" عبر نصوص عبد القادر علولة مثل "لجواد"، " اللثام"، "الفتاح" وغيرها، وقد شاركت في مسرح "الحلقة" بعد اغتيال علولة رحمه الله سنة 1994 ، أين التقيتُ أصدقاءه الفنانين بالمعهد البدي الموسيقي أحمد وهبي وواصلنا المشوار الذي بدأه شهيد المسرح .
وعن تجربته في مسرح الشارع يقول أمين ميسوم : "كنا مرغمين على الخروج إلى الشارع والتوجه نحو الجمهور لكي نستقطبه، بعد أن لاحظنا أن هناك تراجع في نسبة الإقبال على قاعة المسرح، لاسيما أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في العزوف عن القاعات، ففركنا في إخراج المسرح إلى الشارع، والذهاب بأنفسنا إلى المواطن، حتى نخبره بأنه يوجد مسرح وثقافة، وهناك قيم ومبادئ لا بد أن نربي عليها أبناءنا".
وأضاف أمين ميسوم أنه يسعى إلى جمع أكبر عدد ممكن من الأطفال كي يكوّنهم ويؤطرهم في مجال المسرح، خاصة فيما يتعلق بمسرح الشارع و"القوال" و"المداح "، موضحا أنه يقوم بدور "الحكواتي" من أجل الطفل الذي يروي له قصصا من كتاب "كليلة ودمنة" بهدف إثراء معلوماته وتثقيفه، باستعمال لغة مهذبة وسهلة يفهمها ويدركها .
وبخصوص الصعوبات التي يشهدها مسرح الشارع، أكد أمين ميسوم أنهم لم يجدوا صعوبة في التعامل مع المتلقي، بل بالعكس غالبا ما يتفاعلون مع العروض ويصنعون الفرحة والبهجة بتجاوبهم الجميل، وعليه يضيف أمين ميسوم أنهم يفكرون في تطوير شخصية "القوال" أو"البراح"، والمطالبة بإدراجها في منظمة "اليونيسكو"، لأنها شخصية جزائرية مستوحاة من التراث، مع العلم أن المرحومين ولد عبد الرحمان كاكي وعبد القادر علولة هما أول من قدما مسرح "الحلقة"، وتبناها بعدهما في فنانون آخرون من خارج الوطن واعتمدوها في عروضهم المسرحية.