بدأ العد التنازلي للاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال الجزائر و قامت السلطات العليا للبلاد بتحضيرا ضخمة وغير مسبوقة في عهد استقلال الجزائر منذ 33 سنة، وفي هذا الصدد كشف أمس الأمين العام لوزارة المجاهدين السيد الهاشمي عفيف في تصريح خص به الجمهورية، أنه سيتم تدشين معلما تاريخيا بسيدي فرج لأول مرة في استقلال الجزائر يحمل دلالة قوية مرتبطة بالسيادة الوطنية ، و هو مكان رفع العلم الوطني يوم 5 جويلية، والمعلم الثاني يخلد "أصدقاء الثورة الجزائرية" من غير الجزائريين الذين ضحوا وساندوا القضية الوطنية بمقام الشهيد برياض الفتح بالجزائر العاصمة، وهذا المعلم جاء انجازه بعد التوصيات التي تضمنها الملتقى الدولي حول أصدقاء الثورة الجزائرية التي دعت لانجاز معلم تاريخي يخلد أصدقاء الثورة وتسمية المؤسسات والأماكن العمومية بأسمائهم وإنشاء بنك معلومات ومنصة إلكترونية توثق سير ونضال أصدقاء الثورة الجزائرية حفاظا على قيم الثورة السامية ومثلها العليا ، ومعلم ثالث خاص بالتفجيرات النووية التي مارستها فرنسا بالصحراء الجزائرية، إلى جانب استعراض عسكري ضخم لم تشهده الجزائر منذ اكثر من 3 عقود من الزمن حيث سينظم الجيش الوطني الشعبي، الثلاثاء المقبل المصادف للخامس من جويلية، استعراضا عسكريا ضخما إحياء للذكرى الستين لعيد الاستقلال تحت إشراف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وسينظم هذا الاستعراض على مستوى الطريق الوطني 11 المحاذي لجامع الجزائر.وتعد هذه الاحتفالات الأكبر من نوعها واختير لها شعار "تاريخٌ مجيد وعهدٌ جديد"، في إشارة إلى دخول مرحلة جديدة للجزائر. واختيرت هذه المنطقة بصفةٍ رمزية لوجود "جامع الجزائر" ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين في السعودية، فضلاً عن أن المكان يقع على الواجهة البحرية للعاصمة .وشرعت السلطات بتهيئة منصة رسمية لاستقبال الوفود ومحطاتٍ للبث تابعة للتلفزيون الرسمي أمام جامع الجزائر.
18 مشهدا يلخص ملحمة" ألا فاشهدوا " بتقنيات فنية عالمية
وكشف وزير المجاهدين وذوي الحقوق السيد العيد ربيقة، منذ أيام لوسائل الاعلام الوطنية بالجزائر العاصمة، أن افتتاح سنة إحياء الذكرى ال60 لاسترجاع السيادة الوطنية، سيكون من خلال "عرض ملحمي تاريخي كبير" موسوم بـ "ألا فأشهدوا" بأوبرا الجزائر" بوعلام بسايح". وأن هذا العمل الملحمي "سيعرض تاريخ الجزائر كأمة ووطن منذ آلاف السنين مرورا بكافة المراحل التي عرفتها بلادنا وصولا إلى عهد الحرية واسترجاع السيادة الوطنية". كما ترسم هذه الملحمة المعالم الكبرى للإنجازات المحققة في عهد جزائر الاستقلال على مدى ستين عاما في كل المجالات". وتابع قائلا: "إن هذه الملحمة التي يجرى التحضير لرتوشاتها الأخيرة، سترتقى إلى مستوى العروض الكبرى عالميا من حيث الجودة الفنية والإبهار البصري".
وأكدت الأمانة العامة لوزارة المجاهدين أن الملحمة، تعرف الروتوشات الأخيرة قبل العرض العام لها ، ليلة الخامس جويلية بأوبرا الجزائر، وستكون بمستوى علمي وأكاديمي وفني عالمي عالي وبتقنيات حديثة وتكنولوجيا الإبهار البصري، علما أن سيناريو الملحمة، تم اختياره على أساس مسابقة وطنية أطلقتها الوزارة سنة 2021، وتم إسناد مهمة كتابتها إلى الصادق بخوش، الذي سبق وأن كتب عددا من الأعمال الثورية للشاشة والخشبة، و يتطرق نص الملحمة إلى كل المراحل التاريخية للجزائر من مرحلة ما قبل التاريخ مرورا بفجر التاريخ ومختلف الحقب الاخرى وصولا إلى الاستقلال،كما يتضمن السيناريو انجازات الجزائر المستقلة و تصور الجزائريين للمستقبل، وتم تجسيد السيناريو في عمل ملحمي فني وفقا لعمل أكاديمي عال وبمستوى فني عالمي يتضمن 18 مشهدا و كل لوحة ترمز لحقبة معينة من تاريخ الجزائر، وستعرض الملحمة بتكنولوجيا الإبهار البصري وبتقنيات حديثة كاللولوغرام والمابينغ.
اصدار 4 طوابع بريدية من تصميم الفنان التشكيلي احمد خليلي
بمناسبة احياء الذكرى الـ 60 لاستقلال الجزائر, أصدرت مؤسسة بريد الجزائر 4 طوابع بريدية جديدة من تصميم الفنان التشكيلي أحمد خليلي, ستكون متوفرة على مستوى شبابيك البريد ابتداء من الـ 5 جويلية 2022. كما حضّرت المؤسسة برنامجا خاصا من المقرر أن يدوم سنة كاملة يتضمن مجموعة من النشاطات و الاصدارات وغيرها التي تبرز المراحل الحاسمة في ثورتنا المُظفرة و أهم رموزها التاريخية.
إن الذكرى الستين لعيد استقلال الجزائر بزخمها التاريخي ستجسد فيها طيلة سنة كاملة تحت شعار "تاريخ مجيد عهد جديد" ، عديد العمليات والبرامج الكبرى التي بادرت بها مختلف القطاعات الوزارية والهيئات وجمعيات المجتمع المدني، وذلك بهدف إبراز مكنون التاريخي المجيد وما أنجز خلال العقود الستة المتتالية لاسترجاع السيادة الوطنية بفضل ملايين الشهداء ممن قضوا على دربي التضحية والوفاء لقيم البطولة والفداء للوطن، كما تعكس الاحتفالات الستينية الإرادة السياسية للدولة الجزائرية في "الدفاع" عن الذاكرة الوطنية، والحفاظ على إرث الشهداء .