تتواصل عملية تسليم بذور القمح للمزارعين مجانا على مستوى تعاونيتي الحبوب و البقول الجافة بولاية غليزان خلال موسم الحرث و البذر 2023 -2024 لتغطية النقص و التقليل من تضرر القطاع الفلاحي من الجفاف الذي شهده الموسم الفارط،بحيث تقوم كل من تعاونيتي غليزان و وادي ارهيو و نقاط البيع التابعة لهما بتوزيع البذور و الأسمدة مجانا لتعويض المزارعين المتضرربن من الجفاف خلال الموسم السابق و وضع كميات من البذور المعالجة للحد من الخسائر الكبيرة التي تكبدها هؤلاء و سد حاجياتهم من الحبوب على الصعيد المحلي ، سواء بالنسبة لبذور القمح الصلب أو اللين و الشعير هذا الموسم الذي جاء عقب إنقطاع و تأخر هطول الأمطار الخريفية على كافة المناطق عن موعها لعدة أشهر .
هذا و يترقب الفلاحون نزول الأمطار الخريفية في ظل تواصل ندرتها و تراجع المخزون المائي و تضرر جل المناطق المنتجة للمحاصيل الكبرى و لاسيما ذات القدرات العالية على غرار سيدي امحمد بن علي ، عمي موسى، منداس ، أولاد يعيش ، واد السلام ، زمورة و سيدي لزرق ، ما أثار مخاوف أولئك الذين يعتمدون على شعبة إنتاج الحبوب من كل أنواعها على معظم الأراضي المخصصة لهذه الشعبة على غرار مناطق أخرى مزروعة بمحاصيل زراعية متعددة مثل أشجار الزيتون و الحمضيات و خضروات التي بقيت مرهونة بسقوط الأمطار باعتبارها عاملا أساسيا في استقرار الإنتاج الزراعي ،و هو الأمر الذي حال دون البدء في عملية الحرث بالنسبة لغالبيتهم يقول العديد منهم ممن أكدوا أن نسبة 80 بالمائة من المساحة المستهدفة ماتزال مرهونة بسقوط أمطار شهر نوفمبر لأجل تدارك تراجع إنتاج القمح يضيف منتجو القمح الذين أبدوا مخاوفهم من إحتمال استمرار هذا الوضع للأسابيع القادمة مما سيصعب عملية الحرث و البذر و يؤثر ذلك حتما على نشاطهم الزراعي .
و أضافوا أن البعض منهم اكتفى بتقليب التربة في إنتظار ما ستجود به السماء من تساقطات من أجل إنقاذ هذا الموسم بعد جفاف و ندرة في الأمطار أضرت بالمزارعين الموسم الماضي و خسائر محتملة بالموسم الحالي في حال استمرار تأخر الأمطار، و بينما شرع البعض من الفلاحين في عملية الحرث لزراعة أراضيهم المسقية ببذور القمح و الشعير باستعمال التقنيات الحديثة لرفع الإنتاج و تكثيف البذور .
و على صلة تم تجنيد المعدات الفلاحية الضرورية إلى جانب توفير الأسمدة اللازمة لإنجاح عملية الحرث و البذر لمحصولي القمح و الشعير و التي إنطلقت مع بداية شهر أكتوبر الجاري ، إذ تستهدف هذه الحملة مساحة إجمالية تتجاوز 93 ألف هكتار و ضمن هذه المساحة فاقت تلك المخصصة لتكثيف البذور 600 هكتار ، بينما قدر إجمالي البذور ما يقارب 84 ألف هكتار للقمح الصلب و نحو 5 آلاف للقمح اللين، فإلى جانب توفير حوالي 227 ألف قنطار من الأسمدة المتنوعة، في حين تم تسخير معدات منها 3397 جرار و 10655 وحدة عتاد مرفق من ضمنها 325 آلة بذر الحبوب و 353 آلة نثر الأسمدة.
