ولد الشيخ محمد ابن الهاشمي بمدينة سبدو جنوب تلمسان في 1298 للهجري، وهو أحد العلماء الذين هاجروا إلى بلاد الشام في 20 رمضان من سنة 1329 هجرية بمعية شيخه العالم محمد بن يلس، ولكن لم يبق بها سوى أياما قلائل، ثم ذهب إلى تركيا وأقام في "أضنة" وبقي شيخه بن يلس في دمشق ،وبعد مرور سنتين عاد الهاشمي إلى الشام فجمعه اللقاء معه ولازمه في أخذ العلم عن كبار علماء دمشق، فقد اشتهر بالكرم وإطعام السائل. كان بيته مقصدا للجميع ومن صفته سعة الصدر والصبر وبشاشة الوجه ومن مآثر الشيخ السي محمد الهاشمي الاهتمام بأحوال المسلمين في شتى البلدان ويتألم لما يصيبهم من قهر وظلم استعماري،كان يحضر مع جمعية العلماء المسلمين بالمسجد الأموي بدمشق ليبحث في أمور المسلمين، عرف عن الشيخ ابن الهاشمي أنه واحد من المعارضين للاستعمار ومن المتحمسين للخلاص منه. ولما تم تنظيم المقاومة الشعبية سارع لتسجيل نفسه، فتدرب على أنواع الأسلحة رغم ضعف جسده وكبر سنه، فضرب به المثل بالإيمان والعقيدة والجهاد في سبيل الله وكان الشيخ بن الهاشمي محل إقبال كبير لأخذ منه الموعظة، حتى قيل عنه أنه لم يشتهر بعلمه كونه عالما ولا بكرامته بقدر ما عرف بأخلاقه ،واتسم بروح عالية وهو يطوف بمساجد دمشق لنشر العلم وذكر الله ورسوله إلى أن فارق الحياة.
