احتضنت المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر1954 فعاليات الايام الدولية الاولى والملتقى الوطني الثالث لمصلحة الطب الفيزيائي والتأهيل الوظيفي، من تنظيم و إشراف البروفيسور زروقة حليمة، رئيسة المصلحة،وبالتنسيق مع مخبر البحث في أنظمة المعلومات الصحية، وقد شكل الحدث الذي دام يومين، محطة علمية متميزة في تطوير الرعاية التأهيلية للمرضى، وذلك بمشاركة أكثر من 400 مشارك من مختلف ولايات الوطن، و خارج الوطن وحتى تونس، بلجيكا، سويسرا، وفرنسا.
ومنه عرف الملتقى برامج متميزة ومتنوعة بتعدد محاورها، حيث شمل محاضرات علمية عالية المستوى، ورشات تكوينية تطبيقية، مداخلات عبر تقنيات التحاضر عن بعد، بالإضافة إلى عروض ملصقية علمية، كما شكّلت هذه الفعالية فرصة مميزة لتبادل آخر المستجدات العلمية والتقنية الحديثة ، حيث تناولت المحاور الرئيسية موضوعات دقيقة تشمل التشنج العضلي، المثانة العصبية، اضطرابات الحركة، الإعاقات الناتجة عن أمراض المفاصل والروماتيزم، الإعاقة لدى الأطفال، بالإضافة إلى الإصابات المرتبطة بالممارسات الرياضية.
وفي ذات السياق شهد اللقاء حضورا بارزاً لأساتذة من مختلف التخصصات وهي الطب الفيزيائي، التأهيل الوظيفي، جراحة العظام والمفاصل، أمراض الروماتيزم، العلاج الفيزيائي، طب الأطفال، جراحة الأطفال، جراحة الأعصاب، طب الأعصاب، وجراحة المسالك البولية، مما أسهم في تعزيز مقاربة التكفل الشامل والمتعدد التخصصات بمصابي الإعاقة.
وفي تصريح لها بالمناسبة، أوضحت البروفيسور زروقة حليمة رئيسة مصلحة الطب الفيزيائي والتأهيل الوظيفي أن اضطرابات الحركة وتحليلها كانت من بين المحاور الأساسية التي تناولتها هذه الأيام العلمية، مشيرة إلى أن المصلحة استفادت مؤخرًا من تدعيمها بـ مخبر لتحليل المشي، والذي يعتمد على تقنية متقدمة(Analyse Quantifiée de la Marche) تُستخدم لدى المرضى الذين يعانون من إعاقات حركية سواء كانت خلقية أو ناجمة عن إصابات عصبية (neurologiques) أو رضحية (traumatiques)، وكذا الرياضيين المحترفين الذين يتعرضون لإصابات أو كسور.
وفي نفس الإطار تضمن برنامج التظاهرة مداخلة عن بعد لأحد الخبراء من بلجيكا، خصّصها لعرض طرق استخدام هذه التقنية في تشخيص اضطرابات المشي، وكيفية استغلال نتائجه في توجيه العلاج. بالإضافة إلى ذلك، تم إدخال جهاز جديد يتعلق بتقنية الإيزوكنيتيسم (l’isocinétisme)، القياس الحركي المتساوي السرعة والذي تم تنظيم ورشة تطبيقية حوله. هذا الجهاز قادر على قياس القوة العضلية بدقة وإعطاء نتائج تفصيلية حول وجود أي خلل أو ضعف عضلي، مما يمكّن من إعادة تأهيل المرضى بناءً على هذه النتائج. ولا يقتصر استخدام هذه التقنيات على المرضى فقط، بل تشمل أيضًا الرياضيين المحترفين الذين يحتاجون إلى تقييمات أولية قبل استئناف نشاطهم الرياضي أو بعد الإصابة.
هذا الحدث العلمي أتاح للمشاركين فرصة ثمينة لتقاسم المعارف، وبناء جسور التعاون مع نظرائهم من داخل الوطن وخارجه، ومن المرتقب أن تُتوج هذه التظاهرة بجملة من التوصيات الهادفة، يأتي في مقدمتها التركيز على تبني أنجع المقاربات العلاجية والتأهيلية التي تضمن للمريض المصاب بالإعاقة استعادة استقلاليته واندماجه الفعلي في الحياة الاجتماعية، بما يصون كرامته ويعزز جودة حياته.
