نُعرّج في عدد اليوم وفي ركن رمضان زمان بالذات ، إلى معالم وهران الباهية وما تحمله من احداث لا تتجزأ عن الهوية الوطنية والموروث الثقافي ، ونترك فاصل لذكريات الجدة لتستعيد أنفاسها وتجمع معلوماتها وما تبقى من تفاصيل الحلقات المتسلسلة لرمضان سنوات السبعينيات والثمانينات وقبلها بقليل مرحلة بعد الاستقلال مباشرة .
وحتى لا نُهمل حقبات تغوص في تاريخ المدينة المتوسطية نقف اليوم عند رموز وهران وما تمثله هذه المحطة لدى الوهرانيين ،كمحطة لا تمحى ولا تنسى مهما مر الزمن .
وحتى نعيد الاعتبار لهذه الرموز الراسخة في ذاكرة المدينة نُعرف بسيرتها الذاتية خطوة بخطوة ومرحلة بمرحلة وننتقي اليوم تزامنا مع سرد يوميات رمضان ، حقبة زمنية خلت تتجسد في سوق القصب الذي كان في وقت مضى من أهم المحطات التي يقصدها الزائر في رحلته الاستكشافية .
سوق القصب المعروف بسوق الكتان عاش عصره الذهبي و تربع على عرش النجومية لمدة تزيد عن نصف قرن وظل محافظا على مرتبة الشرف لدرجة أنه لا يمكن لأي زائر في تلك الفترة التمتع والتعرف عن قرب عن معالم وهران ، دون أن يرسو على مرفأ السوق
من منا لا يتذكر زمن التبضع من سوق القصب ومن منا لم يقصد هذا الفضاء لاقتناء ملابس العيد ، أكيد لا أحد ما دام جيل السبعينيات والثمانينات كانت وجهته المفضلة هذا المكان بالذات يتقاسمون فيه فرحة وبهجة شراء طقم العيد حتى وان كان اختيار واقتناء ما يناسبهم مرفوض رفضا باتا .
و نعود إلى الوراء ونتذكر العشرة الأواخر من الشهر الفضيل ونستعيد تلك الأيام ، أين كان المكان لا يعرف الخمول ولا الهدوء مع انطلاق العد التنازلي بحلول عيد الفطر المبارك يقصدونه من كل حدب وصوب ويختارونه من أجمل محلات بيع الملابس الجاهزة دون منازع.
