ظننت نفسي وأنا أتابع الفيديو الذي روجه محل لبيع المجوهرات منذ أيام في الفضاء الأزرق أنني قد أخطأت في العنوان ، أو أن بصري قد خانني هذه المرة أو سمعي بدأ يفقد توازنه هو الأخر مع الوقت ، قررت ان أكمل الفيديو حتى العبارة الأخيرة ولم أتعرف للأسف على المنتوج المسوق ولم استوعب ما قدمه المرّوج .
أعدت الشريط مرة ثانية وثالثة ورابعة ولم ترسو نظرتي التحليلية والتقييمية لهذا العرض الغريب من نوعه عند أي محطة من تلك الاحتمالات الثلاثة المطروحة وتيقنت حينها أن ما التقطته أُذني وما سجله بصري صحيح ولم يفقد حتى الآن صوابه بل أن ما تم تداوله هو من أخلط حسابات كل ما شاهد المقطع وأقحمهم عمدا في غشاوة المادة و الجاه و إدهاش الآخرين وحب الذات ، يقول الصائغ ، أو صاحب العرض الاشهاري هنا وكله ثقة واعتزاز "قلش ولدك ، بيبرون ب 8 ملايين ومصاصة ب 3 ملايين " ويضيف وكأنه يحاول إقناع الجميع بالابتكار والإبداع الذي قدمه هو خارق للعادة ويتطلب متابعة خاصة مردفا في التأكيد "هذا فوق الشبعة ".
فعلا هو عمل ترويجي لم نعهده من قبل ولم يسبق للسوق المحلية عرض مثل هذه المنتوجات بواجهة "المجوهراتي" ، "بيبرون "ومصاصة من معدن الأصفر الثمين التي دخلت و بالقوة "كوفر" الصائغ وغادرت المكان الذي حافظت عليه منذ عقود و كلها فرح وسرور من أدراج محلات بيع ملابس الرضع والأطفال نحو النجومية و اللمعان و المعادن الثمينة التي تتنافس من أجل اكتنازها حواء وتتسابق من اجل التزّين بأغلى الحلي وأجملها واليوم يبدو أن دور الرضيع هذا الضيف العزيز على قلوب أفراد العائلة كلها قد حان ليزّف بالذهب الخالص من عيار 21 وهو لا يزال في اللفة ولن يقبل من الآن فصاعدا بالتجهيز المعروف الذي تشرع في التحضير له العائلة قبل عدة أشهر .
ولا ندري إذا كنا قد وصلنا إلى درجة الرخاء والتربع على كرسي الكماليات إلى حد الشبع والتخمة والبحث عن ما هو أهم من كبش العيد والقفة ومصاريف العلاج والعطلة الصيفية و الدخول المدرسي ومطالب الاولاد التي لا تنتهي وإذا كنت قد أخطأت فطريق العودة معروف .
