تضبط وهران عقارب الزمن في تجاه موسم الاصطياف وتقطع تذاكر الاستجمام نحو أجمل وأفضل المواقع السياحية وتستعد لاستقبال ضيوفها من داخل وخارج الوطن، تتزين شوارعها وأحيائها وتلبس ثوبا بألوان المتوسط ويفوح من طرقاتها وإحيائها رائحة الكرم والجود، وتتعطر أسواقها بعطر ثمارها الموسمية واكلاتها الصيفية، وتشع المحلات والشوارع نورا وجاذبية إلى ساعات متأخرة من الليل تنادي فيها زوارها وتهيؤ لهم مكانا يسع كل الوافدين .
من ولاية ساحلية تستقطب المصطافين في كل موسم إلى مدينة تحمل بين طياتها وسم العالمية تستقبل الوفود الأجانب من ضفاف البحر الأبيض المتوسط والقارات الأخرى، تسابق الزمن وتنافس كبريات الدول السياحية بمؤهلات وإمكانيات الطبيعية بألوانها وأنواعها المتجانسة .
تعدت البرامج الموسمية وتخطت الترتيب المحلي والوطني إلى التتويج الدولي وخرجت من دائرة السياحة الشاطئية إلى نطاق واسع كقطب سياحي لا يقبل ولا يرضى بلقب آخر أقل تصنيف من علامة النجومية.
تستعد وهران هذه المرة وعلى خلاف المواسم السابقة لاستقبال ضيوفها ببرامج ثقافية وسياحية متنوعة وبهياكل ومؤسسات خدماتية وبمرافق ومعالم ومسارات تاريخية مهيأة ومجهزة خصيصا للزيارات والخرجات المنظمة تحت تأطير مرشدين سياحيين مؤهلين لمرافقة السياح استفادوا من دورات تكوينية في الاستقبال والخدمات والتوجيه .
هي الباهية وهران التي شقت طريق التحول والتغيير نحو مدينة سياحية بمواصفات ومعايير دولية منذ سنتين تقريبا ، مع انطلاق التحضيرات الخاصة بألعاب البحر المتوسط في طبعتها ال 19 والتحدي الكبير الذي رفعته وكذا الفوز الذي أحرزته في صائفة 2022 بشهادة الإعلام الأجنبي والوفود الدولية المشاركة من القارات الثلاثة الذين وقفوا على لوحات جمالية لم تنل سابق حظها في التسويق والترويج، لتكتسب شهرة وترتقي في مصاف الأقطاب الدولية المدرجة في الدليل السياحي العالمي. ترحب وهران اليوم بزوارها وهي تحمل برنامجا متنوعا جمع بين 31 شاطئا من أجمل المواقع على امتداد 120 كلم من بينها شاطئ "النخيل" ببلدية العنصر الذي تم تهيئته لأول مرة لاستقبال المصطافين، والساحات العمومية التي شهدت هي الأخرى عمليات صيانة واسعة لاحتضان معارض الصناعة الحرفية و التقليدية، والأسواق الشعبية التي تحكي هي الأخرى قصة الموروث الاجتماعي الثقافي لحقبات زمنية خلت ، إلى جانب الفضاءات التجارية التي لم تسقط من القائمة .
وغير بعيد عن دائرة التسويق لواجهة وهران تفتح الولاية 10 مسارات مصنفة ضمن قائمة التراث الوطني في زيارات منظمة تنطلق من المكتبة البلدية (الكتدرائية) وقصر الثقافة والباي وشاطوناف وجامع الباشا وحديقة بن باديس وساحة كلبير والحمامات التركية ومستشفى بودانس وباب سانتون وجبل مولاي عبد القادر وقلعة سانتاكروز إلى ساحة أول نوفمبر في آخر المطاف، إلى جانب المسار العثماني و مساجد سيدي الهواري وبوابات وحصون وهران والمسار الديني السياحي والمسار الأخضر.
