الذكرى 178 لمحرقة الفراشيح بأولاد رياح بلدية نكمارية .....جريمة ضد الإنسانية

الذكرى 178 لمحرقة الفراشيح بأولاد رياح بلدية نكمارية .....جريمة ضد الإنسانية
الذاكرة
نظم مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية لجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم، بالتنسيق مع مديرية المجاهدين وبلدية نكمارية التابعة لدائرة عشعاشة ولاية مستغانم، نظم الملتقى الوطني السابع، حول محرقة أولاد رياح التي اقترفها الاستدمار الفرنسي في حق سكان هذه القبيلة التي دعمت مقاومة الشيخ الشريف محمد بن عبدالله المعروف بـ "بومعزة"، حيث أباد العقيد السفاح "بيليسييه" بأمر من الماريشال بيجو الحاكم العام للجزائر آنذاك قرابة 1200 شهيد. وأكد المتدخلون في هذا الملتقى الذي أطره د. بوعمامة العربي، رئيس مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية لجامعة مستغانم، بأن المحرقة، تمثل وصمة عار في جبين فرنسا، حيث أبادت قبيلة بأكملها، بطريقة وحشية، لم يسلم منها لا الشيوخ ولا الكهول ولا حتى النساء والأطفال والدواب، وأضاف المشاركون في هذا الملتقى الذي افتتحه الأمين العام لولاية مستغانم مناصري أحمد، وحضره رئيس دائرة عشعاشة ورئيس بلدية نكمارية ونواب عن البرلمان وأعيان المنطقة، أنه يجب تكوين ملف قانوني من قبل خبراء في القانون والتاريخ، لجمع جميع المعلومات التي تخص هذه المحرقة وتسجيلها كجريمة ضد الإنسانية في الأمم المتحدة، ويكون ذلك من خلال إنشاء مؤسسة تدافع عن حقوق الشهداء بنص برلماني والقرار يكون عبر وزارة الخارجية المؤهلة لرفع القضية أمام الأمم المتحدة، ودعا المتدخلون في هذا الملتقى الوطني، إلى تنظيم يوم برلماني للتعريف بهذه المحارق التي اقترفتها فرنسا في العوفية وسبيح وأولاد رياح وغيرها من مناطق الوطن، وجعلها قضية رأي عام دولي، وأجمع المشاركون في هذا الملتقى على أن فرنسا كان هدفها إبادة المجتمع الجزائري، وبالمناسبة اكد الدكتور مغزيلي عبدالقادر عن المركز الجامعي البيض، في محاضرة بعنوان :" جرائم الاستعمار الفرنسي العسكرية والسوسيوثقافية، بأن الجانب العسكري كان العنوان الأبرز للهمجية الغربية والذي تناولته أقلام عديدة من الضفتين، حيث تفننت الهمجية الفرنسية في إبادة المجتمع الجزائري، حيث تشير الإحصائيات إلى استشهاد حوالي 10 مليون جزائري خلال الـ 132 سنة من الاحتلال الاستيطاني، ولم يتوقف عند الانسان، ذلك أن الفرنسيين عمدوا إلى سياسة الأرض المحروقة من خلال إعدام عشرات الآلاف من المواشي في إطار سياسة تفقير المجتمع ليسهل التحكم فيه. وأكد الأستاذ عديدة الشارف من جامعة مستغانم، أن مسلسل الإبادة الجماعية يمثل فصلا قاتما في تاريخ الاستدمار الفرنسي وتعتبر محرقة الفراشيح إحدى أهم حلقاته والتي تصنف كجريمة في حق الإنسانية، يعاقب عليها القانون الدولي، وأن السؤال الذي يطرح كيف يمكن للسلطات الجزائرية رفع دعوى قضائية لمعاقبة مرتكبي هذه الجريمة النكراء. ومن جهته أكد الدكتور الحاج صادوق من جامعة الجزائر 2 "ابو القاسم سعد الله"، أن المؤرخ الفرنسي الشيوعي جاك جوركي :" أن فرنسا قد قتلت 10 ملايين جزائري خلال وجودها الطويل في الجزائر، وأن رقم 10 ملايين "شهيد" يمثل فقط العدد الظاهر ممن قتلتهم فرنسا، وأنه لو بقي النمو السكاني يسير بوتيرة طبيعية، لكان عددهم في حدود 50 مليون نسمة وليس أكثر من 40 مليون نسمة. وتحدث عباس كحول من جامعة بسكرة، عن مقاومة الشيخ بومعزة وعلاقته بالزاوية المختارية وشيخها المختار بن عبد الرحمان، حيث بث فيهم الشيخ بومعزة روح مقاومة الاحتلال، فكانت مقاومة مشتركة مع الزاوية المختاريى بأولاد جلال في 1847. وأكد د. أحمد سايح مرزوق من المركز الجامعي تيبازة، أنه في السنوات الأخيرة، لوحظ اهتمام الإعلام بتخليد كل ما يتعلق بالذاكرة الوطنية، لاسيما الجانب الالكتروني والذي يعتبر وسيلة إيجابية للمساهمة في التعريف بتاريخنا، وفي هذا الصدد تحدثت عدة جرائد ومواقع الكترونية منها الشعب اونلاين والشروق أونلاين وجزايرس أونلاين وغيرها عن محرقة أولاد رياح. هذا وعلى هامش الملتقى الذي أطره الدكتور محمد بن جبور رفقة منسق الملتقى سعيد بعلي تم تكريم ازيد من 15 أكاديميا مشاركا في هذا الملتقى السابع الذي سلط الضوء على هذه المجزرة النكراء.. وعلى هامش الملتقى صرح لنا السيد فلاح عبد القادر أحد أعيان المنطقة، وجده كان حاضرا في هذه المجزرة، بأن هذا الملتقى مهم وفرصة لتسليط الضوء على هذه الواقعة التاريخية الأليمة، كاشفا لنا أن جده قام شخصيا بإخراج عدة ضحايا متفحمين ولم ينجو من المحرقة إلا بضعة أشخاص .. تجدر الاشارة إلى أن محرقة أولاد رياح راح ضحيتها حوالي 1200 شخص، لجأوا إلى مغارة الفراشيح في 17 جوان 1845، حيث قام العقيد السفاح بيليسييه بإشعال النيران في الكهف الذي زرناه أمس، حيث ظلت مشتعلة ليومين متتاليين في 18 و19 جوان، ليستشهد على إثرها العديد من الأبرياء. ومن جهته أكد الدكتور بوعمامة العربي رئيس مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامي، ومنظم الملتقى أن هذا اليوم الدراسي فرصة لكتابة التاريخ وتدوينه من جديد، لكشف الجوانب الخفية للاحتلال الفرنسي منذ 1830 إلى 1962، الذي اقترف مجازر بشعة ونكراء لم تنل حقها من الدراسة والبحث إلى اليوم.

يرجى كتابة : تعليقك