الكرانتيكا أو "الكاران" أو "الحامي"، أو كما يسميها البعض أكلة "القليل"، أكلة يمكن لك أن تشتري منها ما يسُدُّ رمقك بدءا من 20 دج فأكثر، ورغم أن "الكران" الذي تعده ربات البيوت في المنزل، خاصة في فصل الشتاء وتنتشر محلات بيعه في مختلف أنحاء وهران، يتم تناوله ساخنا إلا أن ذلك لم يمنع من تزايد الطلب عليه خلال فصل الصيف.
بحيث تشهد معظم محلات "بيع الكرانتيكا" بوهران ازدحاما بين الزبائن، لاسيما تلك التي تتوسط المدينة، منها ما هو موجود بالقرب من ساحة أول نوفمبر وحي الدرب وسوق الأوراس وشارع العربي بن مهيدي وغيرها من المحلات التي تشتهر بجودة هذه الأكلة، يقول أحد باعة "الكرانتيكا " السيد عبد الله إنه يكثر الطلب خلال فصل الصيف على هذه الأكلة لأسباب كثيرة، منها الفضول الذي يدعو السياح وزوار المدينة لتذوقها، كما أن البعض اعتاد على طلبها كلما زار وهران، إلى جانب ذلك فهي أكلة غير مكلفة، إذ يمكن أن يطلب الزبون منها مقدار 20دج وهي كافية لسدّ رمق طفل أو30دج، وغالبا ما يطلب الزبائن قيمة 30دج، إضافة إلى كأس مشروب ليمون بارد بـ20دج، لتكون بذلك تكلفة غذاء بقيمة 50دج.
يضيف المتحدث أن بعض ربات البيوت يفضلن بسبب ارتفاع درجة الحرارة عدم الطهي بالمنزل و تكتفي الواحدة منهن بشراء قارورة "ليمونادا" و ترسل أحد أطفالها لشراء "الكران"، ويؤكد جل الباعة أن زوار المدينة والعمال يتجنبون دفع مبالغ كبيرة مقابل بضعة مأكولات بالمطاعم من باب الاقتصاد، كما أن البعض يشتهي تناول "الكرانتيكا" ويفضلها عن باقي الأطباق بالمطاعم، أما فيما يخص قصة هذه الأكلة، فيقال أن تاريخ اختراع أكلة الكرانتيكا يعود إلى القرن الـ16، وإلى الحصن الأثري قلعة سانتا كروز الواقع بأعلى جبال مارجاجو في مدينة وهران، والذي ما زال شاهداً على ذلك العصر إلى يومنا هذا. إذ كان معقل الجيوش الإسبانية التي فرضت سيطرتها على المدينة في ذلك الوقت. وأثناء إحدى المعارك بينهم وبين المسلمين الذين كانوا يحاولون فتح المدينة، تم حصار الجيش الإسباني مما أجبره على البقاء داخل الحصن حتى نفد الطعام من المخازن.
ولم يبق منه سوى طحين الحمص الذي لم يكن عادة ذا أهمية تذكر، وأمام الجوع الشديد والحاجة إلى الغذاء، اخترع الجنود الإسبان هذه الأكلة وطبخوها بما بقي لديهم من ملح وماء، ليكتشفوا أنّها ذات طعم طيّب. فانتشرت منذ ذلك الحين، وامتدت من وهران إلى جميع المدن الجزائرية الأخرى لتكون جزءاً من عطر ذاكرة التاريخ الذي ما زال يعبق في حصن سانتا كروز، وعلى شواطئ تلك المدينة الساحر، . و يذكر أن هذه الاكلة وجدت انتشارا في كل من فرنسا و اسبانيا و الأماكن التي تنتشر فيها الجالية الجزائرية .
