البروفيسور كرتي نزيم رئيس مصلحة أمراض الكبد والجهاز الهضمي بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران

سوء التغذية والسكريات تؤثر على وظائف الجهاز الهضمي في رمضان

سوء التغذية والسكريات تؤثر على وظائف الجهاز الهضمي في رمضان
رمضانيات
أكد البروفيسور كرتي نزيم رئيس مصلحة أمراض الكبد والجهاز الهضمي بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران (بلاطو) خلال نزوله ضيف على جريدة "الجمهورية" أن مرض القولون العصبي هو عبارة عن اضطراب الجهاز الهضمي أو الجهاز الهضمي غير المنتظم ، أي لا يقوم بوظيفته بشكل جيد ، ومن أسباب ظهور هذا الداء عند ما يفوق عن 30 بالمائة من الجزائريين عبر جميع ربوع الوطن هو سوء التغذية ، كثرة التعصب والقلق وعدم شرب كميات كافية من المياه التي تساعد في عملية الهضم حيث يحتاج جسم الإنسان إلى ما يفوق لتر ونصف اللتر من المياه في 24 ساعة، وفي حال نقص هذه المادة الحيوية فإن هذا يسبب إزعاجا للمعدة، وخاصة للكلى التي تحتاج إلى كميات من الماء، لأن عمل الكلى يتضاعف في تصفية السكر الزائد، وعليه تخسر الكلى الكثير من المياه ومنه ينصح البروفيسور المتتبعين بشرب الماء ما بين الوجبات بشكل منتظم والابتعاد، عن شرب المياه والسوائل وسط الأكل حيث يعسر من عملية الهضم . ووضح لنا الأستاذ كرتي أنه خلال شهر رمضان تبدأ تظهر علامات داء القولون العصبي على من يعانون منه بداية من الأسبوع الأول لشهر الصيام حيث يصبح المصاب يعاني إما من إمساك أو أوجاع على مستوى الجهاز الهضمي أو غازات بالبطن. وحسب ذات البروفيسور فإن هذا راجع إلى العادات الغذائية السيئة التي ينتهجها العديد من الجزائريين، حيث يتم إعداد مائدة إفطار تحتوي على العديد من الوجبات المشبعة بالزيوت والمواد الدسمة فمثلا بمنطقة الغرب الجزائري العائلات لا تستغني على أكلة المعقودة أو البوراك، ونعرف جميعا أن هاتين الأكلتين تحتويان على الكثير من الزيوت المضرة بصحة الإنسان عامة وبالمصابين بداء القولون العصبي خاصة، إذ أن وجود الزيوت يؤثر على عملية الهضم ويصعبها، إذ أن التوقيت الصحيح لهذه العملية يكون ما بين 3 إلى 5 ساعات في الحالات الطبيعية، لكن بوجود مثل هذه المواد داخل البطن فإن العملية تستغرق ما يفوق 12 ساعة، وعليه ينتج تخمر والذي ينجم عنه إنتاج حمض اللاتيك وأكسيد الكربون والميتان والهيدروجان وعندما يكون الشخص صائما ويمنع عليه أكل الأدوية فيسبب له الأمر انتفاخا بالبطن بسبب الغازات والإمساك ، إلى جانب هذا قال الأستاذ كرتي حول وجبة الطاجين الحلو الذي يكون دائما حاضرا بموائد الإفطار خلال الشهر الفضيل أن تركيبة هذه الأكلة خاطئة وغير مفيدة لجسم الإنسان، خاصة عندما نخلط الفواكه المجففة بالسكر هنا نكون قد خسرنا فائدة السكريات الموجودة في العنب المجفف والمشمش وكذا البرقوق ، والغداء الصحي للمصابين بداء القولون العصبي يكون متكون من خضروات مطهوة بشكل منفصل وتقدم بكميات محدودة ، أكل الأرز والمعجنات والحليب ومشتقاته. وقدم البروفيسور كرتي نزيم ملاحظة هامة لعملية يقوم بها جسم الإنسان خلال شهر رمضان وهي كالأتي ، على لسان البروفيسور : " يجب الإبتعاد عن كل ما هو سكر وحلو في بداية رمضان حيث في 10 الأيام الأولى من شهر رمضان يقوم الجسم بأكل جميع السكر الزائد بالبدن وفي 10 أيام الثانية من ذات الشهر تبدأ الشحوم والدسم الموجودة في الكبد بالخروج من الجسم، ومع يوم 22 رمضان يجب إعطاء الجسم ما يستحقه تدريجيا من الأغذية التي تحتوي على المواد والسكريات النافعة للجسم مثل (100 إلى 150 غ لحوم + السكريات المركبة والتي نجدها في الأرز و المعجنات بشرط أن لا تطهى كثيرا ) وشدد السيد كرتي اللهجة في الابتعاد عن المفهوم الخاطئ في أكل الوجبات المشبعة بالسكريات لكي يتمكن الجسم من تحمل الصيام لأزيد من 14 ساعة ، مبينا أن جهاز البنكرياس يقوم بإفرازات نصف ساعة بعد الأكل وكلها توجه إلى الكبد وعليه يفقدها الجسم مباشرة . وبالنسبة للسحور فنصح قراء الجمهورية ومتتبعيه الذين يقومون بأخذ أكلة الكسكس سحورا لهم بالاستغناء فيها عن السكر وتعويضه بمادة القرفة مع شرب كأس من "الرايب" .

يرجى كتابة : تعليقك