انطلاق أول رصاصة كفاح مسلح ضد المستعمر من منطقة "تافرنت" بسعيدة

انطلاق أول رصاصة كفاح مسلح  ضد المستعمر من منطقة "تافرنت" بسعيدة
الذاكرة
مع الرصاصة الأولى، لاندلاع الثورة التحريرية، كانت سعيدة، من بين الولايات التي لب مواطنوها، نداء الواجب، من أجل حمل السلاح والدفاع عن الوطن الحبيب، حتى نيل الحرية والاستقلال، ومن بين هذه المناطق، نجد منطقة "تافرنت"، ببلدية سيدي أعمر دائرة سيدي بوبكر، فهذه المنطقة الصعبة المسالك، استشهد فيها الدكتور البطل يوسف الدمرجي، وهي منطقة تابعة، لبلدية سيدي أعمر، أو كما كان يعرف بـ "فرنكيتي"، خلال الثورة المسلحة، فجبال "تافرنت" العالية وسط الأدغال، تطل على سيدي أعمر وسيدي بوبكر، من الجهة الشمالية، كما تمتد سلسلة مرتفعاتها، نحو جبال العش وتطل على بلدية ذوي ثابت، من جهتها الغربية والشمالية، وعلى أولاد خالد، من الجهة الشرقية، باتجاه مدينة سعيدة، فمنطقة "تافرنت"، شكلت محورا أساسيا، لتمركز مجاهدي ثورة التحرير، وشكلت نقطة تحول بالنسبة للمستعمر، الذي رمى بكل ثقله، في أكتوبر سنة 1958، تطبيقا لمشروع "الجنرال جيل"، حيث أدى ذلك إلى تحرك الكتيبة السادسة القادمة، من منطقة "اللبة" ببلدية الحساسنة، نحو "تافرنت" باتجاه منطقة "المرجة"، على مستوى الطريق رقم 92، وهناك حدثت أم المعارك المعروفة بمعركة "المرجة"، والتي دامت عدة ساعات، وتكبد فيها المستعمر الغاشم، خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، ولعلّ التحاق الكثير من عائلات سيدي أعمر وأولاد خالد وذوي ثابت، مبكرا بالثورة، وتجاوبهم مع أبجدياتها ومعرفتهم كل كبيرة وصغيرة بالمنطقة، لهو أبسط تفسير ودليل، لاحتضان نشاط جيش التحرير بالجهة، من حيث التدعيم والتمركز والاتصال، فجعلوا من المكان، ملاذا آمنا يصعب اختراقه، حيث ضحت الكثير من العائلات بسيدي اعمر، بالنفس والنفيس، من عائلات الشهداء الإخوة بوخليفة ومخبي وفرح، وشخصيات من المجاهدين، من أمثال المرحوم الحاج محمد نجادي ويحياوي وهدي وقريشي وغيرهم، حيث قدمت عائلة "قريشي" لوحدها خمسة شهداء، وهم قريشي العربي وجلول وبغداد ولعرج وأعمر، فكل المناطق بولاية سعيدة، شاركت في الثورة التحريرية، منذ انطلاق الشرارة الأولى للكفاح المسلح، فمنهم من كان يقوم بتقديم المعونة والإطعام للجنود، حيث كان النسوة يقمن بتحضير خبز "الفطيرة"، ويتم إيصالها إلى الجبال عن طريق القيد "الخيطان"، وما هذه إلا عينة من شهداء هذه الأرض الطاهرة، والتي تفرقت دماؤهم الزكية، في أرض هذا الوطن الحبيب، حتى ننعم في كنف الحرية والاستقلال.. فرحم الله شهداءنا الأبرار واسكنهم فسيح جناته.

يرجى كتابة : تعليقك