لا تتوقف الإمدادات الجزائرية عن دعم القارة السمراء والدول المتضررة من الحروب الأهلية والانشقاقات والأنظمة غير الحكومية والتهديدات الخارجية، ولا توصد السياسة الخارجية أبواب التعاون الأمني والاقتصادي والتجاري بشكل يضمن تراجع حدة التوترات والصراعات الداخلية ويقف في وجه التطورات الخطيرة التي تهدد حدودها وتُعلّق بل وتُرهن شرط التنمية المستدامة بالمنطقة .
لقد فرضت الأخطار الداخلية والأطماع الدولية إستراتيجية أمنية جديدة متعددة الأنماط و متكاملة الحماية لدول الجوار ، تعيد من خلالها حساباتها لاستقرار الشعوب الضعيفة ، وتحقق من ورائها التوافق بين الأنظمة الرسمية ، وتتصدى بالمقابل لنزيف النزاعات الإقليمية ، وتتجاوز الاختلالات والتصدعات السياسية التي أضحت القاسم المشترك بين دول الساحل على وجه العموم.
فما يشهده اليوم المجتمع الإفريقي من انقسامات و بؤر للتوتر المتشعبة بروح التعصب والتطرف ومن زحف متواصل لآلة المتغيرات الجيو _ إستراتجية قلبت الموازين وقلصت بشكل كبير من دائرة السلم والسلام بالمنطقة وجعلت من حدودها الإقليمية أسلاكا شائكة غير أمنة تسارع من أجل كهربة الأوضاع الداخلية وتقطيع كل حبال التواصل والتوافق التي تنادي بها الاجتماعات واللقاءات الاستعجالية للاتحاد الإفريقي ومنظمة دول الانحياز والهيئات الحقوقية الإقليمية .
