استحضرت ولاية معسكر اليوم الأحد الذكرى ال66 لاستشهاد البطل شريط علي الشريف الذي يعد آخر شهيد يعدم بالمقصلة من طرف المستعمر الفرنسي إبان ثورة التحرير المجيدة. وشهدت هذه المراسم التي احتضنتها مدينة سيق مسقط رأس الشهيد بحضور الوالي فريد محمدي والسلطات المحلية المدنية والعسكرية والأسرة الثورية رفع العلم الوطني والاستماع إلى النشيد الوطني وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء ووضع باقة من الزهور بالنصب التذكاري بمقبرة الشهداء. وقد تم بالمناسبة أيضا تكريم كل من عائلتي الشهيد شريط علي شريف والمجاهد المرحوم بن عابد عكاشة وكذا المجاهد جيلالي بوكفوسة.وأبرز الأمين الولائي للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بهيليل عبد القادر في كلمة له بالمناسبة حنكة الشهيد شريط علي شريف وبسالته في القيادة والتخطيط للعمليات الفدائية ضد قوات الاستعمار الفرنسي بمدينة وهران وأماكن بسيق ومناطق مجاورة لها (معسكر). وأشار إلى أن الشهيد شريط يعد رمزا من رموز ثورة التحرير المجيدة بالولاية الخامسة التاريخية لذلك ينبغي على المؤرخين والباحثين تعميق البحوث التاريخية حول هذه الشخصية الثورية. ومن جهته أكد الأستاذ بجامعة وهران-1 "أحمد بن بلة" الدكتور محمد بشير بويجرة خلال ندوة تاريخية حول "مسيرة الشهيد شريط علي الشريف" نظمت من طرف مديرية المجاهدين وذوي الحقوق على "أهمية استذكار مناقب ونضال الشهيد شريط من قبل جيل اليوم بالنظر لكونه من أبرز قادة جبهة التحرير الوطني بمدينة وهران إبان ثورة التحرير المجيدة". وأضاف أن الشهيد "كان يمتاز بذكاء حاد وشجاعة كبيرة أهلته ليكون محل ثقة الشهيد أحمد زبانة الذي كلفه بالإعداد والتخطيط لعدد من العمليات الفدائية بمدينة وهران". ومن جانبه أشار الباحث في تاريخ ثورة التحرير المجيدة بلخير الحبيب إلى أن الشهيد شريط علي الشريف يعد أحد مؤسسي خلايا جبهة التحرير الوطني بمدينة وهران وبمناطق من ولاية معسكر منها مدينة سيق وقام بتجنيد عدد كبير من الشباب رفقة الشهيد أحمد زبانة للتحضير لاندلاع ثورة نوفمبر المظفرة بالناحية الوهرانية". وللتذكير ولد الشهيد شريط علي الشريف سنة 1931 بمدينة سيق (معسكر) وانخرط في صفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية حيث تلقى المبادئ الأولى لحب الوطن والاعتماد على النفس لينتقل بعدها إلى مدينة وهران أين أصبح عضوا فعالا في اللجنة الثورية للوحدة والعمل حيث عين مسؤولا عن العمليات الفدائية. وقاد الشهيد الفوج المكلف بالهجوم على ثكنة "الكميل" بوهران ليلة اندلاع ثورة التحرير المجيدة بغية الاستيلاء على الأسلحة والمعدات العسكرية ليتم القبض عليه بحي "الحمري" بذات المدينة يوم 11 نوفمبر 1954. وقد أصدرت المحكمة العسكرية لوهران في حقه حكما بالإعدام في 18 ديسمبر 1954. وقد أعدم الشهيد شريط علي الشريف مع رفيقه في الزنزانة الشهيد سلماني شعبان بالمقصلة يوم 28 يناير 1958.