على خلاف المواسم السابقة عرفت شعبة الحمضيات انتعاشا كبيرا هذه المرة ميزتها الوفرة والنوعية في المحاصيل وطغى عليها مؤشر استقرار الأسعار منذ حلول موسم الصيام والعرض المتباين من حي لأخر . تشهد الأسواق اليومية ونقاط البيع الموازية الموزعة عبر تراب الولاية إمدادات كبيرة من البرتقال بأصنافه المختلفة والليمون فاقت بكثير الكميات المتداولة قبل حلول رمضان الكريم وخلال السنوات الماضية إلى حد كبير ، هذا التفاوت الكبير اضحى المستهلك يلمسه كلما قصد الفضاءات التجارية ومحلات بيع الخضر والفواكه ، وكلما اختار نوعا من الحمضيات لتزيين مائدة الإفطار . فعلى امتداد 4 أشهر متتالية لم يفارق إنتاج الليمون والبرتقال رفوف وطاولات التجار و بكميات تفوق بكثير المعدل الموسمي وظل الإنتاج محافظا على المساحة التي اختارها هذه المرة لتموين المستهلك وتدعيمه بالحصة اليومية ، خاصة في هذه الفترة التي تختار فيها مائدة الإفطار كل أنواع العصائر وبالتحديد الطازجة بتكلفة معقولة لا تتجاوز القدرة الشرائية . وحسب الحركة اليومية لنشاط سوق الجملة للخضر والفواكه بالكرمة فإن الإمداد اليومي للحمضيات يغطي احتياجات سكان المدينة ويتجاوز بكثير الحصص السابقة ، حيث يتم إغراق الأسواق اليومية بما يقارب 120 طنا يوميا من الحمضيات وفق الطلب بأسعار متفاوتة لا تتعدى ل150 دينار للكلغ ، ناهيك عن الكميات المسوقة من الولايات المجاورة بالغرب والوسط تعرضها نقاط البيع المتنقلة بأثمان تنافسية تتراوح مابين 70 و130 دينار للكلغ . يأتي هذا التنوع والوفرة في الوقت نفسه مع نهاية موسم إنتاج الحمضيات واختتام حملة الجني بعد أشهر من الجود المتواصل ومع ذلك تبقى السوق متمسكة بنفس درجة الدعم المسجل منذ انطلاق موسم الجني ، صانعة الاستثناء وهو ما يقف المستهلك عليه في المدة الأخيرة وخصوصا منذ حلول شهر رمضان الكريم دون أن يضطر للبحث عنهما أو الاكتفاء بكميات محدودة ، مادام العرض الحالي يناسب كل فئات المجتمع ولم يصل بعد إلى نقطة النهاية .