الجمهورية أولاين ترصد الأجواء الليلية في أواخر رمضان.....أحياء لا تنام بشرق وهران

مجتمع
لم تكتمل الساعة العاشرة مساءً من سهرات الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل حتى بدأت شوارع الباهية وهران تنبض مجددا بالحيوية والحماس وتستعد لتقديم أحسن الخدمات لزبائنها الأوفياء وزوارها الوافدين من الولايات المجاورة في صورة لا تتكرر إلا في المواسم والمناسبات العائلية والدينية. ولم يستنفد الفاصل الإشهاري مهلته القانونية المحددة بين موعد الإفطار وصلاة التراويح لتخرج المدينة من "التخمة" و"القلس" ورائحة الأكل وروتين الطبخ والوجبات الغذائية الدسمة نحو الحيوية والنشاط والهرولة تارة والبحث المتواصل مرات عديدة عن طاقم العيد المناسب والتنقيب عن المرفإ التجاري الذي يضمن لها عروضا متفاوتة الألوان والماركات بأسعار معقولة لا تتعدى قدرتها الشرائية. • استئناف النشاط بتركيز عالٍ قبل إكمال صلاة التراويح أجواء خيالية تُرافق سهرات رمضان في الأيام المباركة لا تتراجع وتيرتها ولا تنقص سرعتها ولا تتضاءل درجة عطاءها ولا تنزل من سلم الريادة ولا تقبل أن تعود إلى نقطة الصفر على الأقل في الوقت الراهن مع بداية العد التنازلي لاختتام شهر الرحمة واستقبال هلال شوال، لتصنع يوميات العائلات الجزائرية التي تتحضر وتتهيأ للاحتفال بالعيد وتتصدر سهرات ليالي رمضان في آخر مرحلة من مراحله الثلاث. استطلاع "الجمهورية أولاين" هذه المرة، ومن خلال سلسلة الخرجات التي تتزامن مع إبراز محطات الشهر الفضيل حزم الطاقم الصحفي متاعه على الساعة التاسعة ليلا من مساء أول أمس الجمعة استعدادا لنقل الأجواء الرمضانية في الأسبوع الثالث وتحريك مفتاح الزوم نحو وهران ليلا بأحياء وشوارع وسط وشرق المدينة وباتجاه المراكز التجارية الكبرى والمجمعات السكنية التي لا تنام ولا تغفل إلى غاية ساعات متأخرة من الليل. عندما انطلقت سيارة الجمهورية وأعطت إشارة بداية مهمتها الرسمية لم تكن صلاة التراويح قد انتهت بعد، ولم يكن المصلون قد انصرفوا من مجلسهم، ومع ذلك لم تكن الشوارع خالية ولم تكن المساحات شاغرة من الوافدين ولم تكن الطرقات فارغة أو محصورة في تعداد ضئيل يعد على الأصابع، فقبل موعد ختم صلاة التراويح بفارق ساعة من الزمن، استرجعت المدينة المتوسطية أنفاسها واستأنفت نشاطها بتركيز عال ِ في دوريات غير عادية نحو أهم المرافق الخدماتية والمواقع التجارية المتعددة الماركات وفي سباق غير مألوف لإتمام العدة بالطريقة المتفق عليها وبالشكل التي تفرضه ضوابط ربّة البيت على أفراد أسرتها. • الإقلاع من نهج الأسود .. مفترق التسوّق بشرق المدينة لم تكن الأحوال الجوية أول أمس الجمعة 19 رمضان مناسبة للغاية بالنسبة للمتسوقين من عائلات ولايات الوسط والغرب والجنوب الغربي وسكان وهران على حد السواء، أمام التغيرات الجوية غير الموسمية التي تجتاح المنطقة هذه الأيام والانخفاض المحسوس في درجات الحرارة ومع ذلك لم تفقد المدينة طابعها الحيوي المتداول في المواسم والمناسبات الدينية ولم تتأثر بالاضطرابات المسجلة هذه الأيام. ولم تعلق برنامجها الخاص بالاحتفالات بعيد الفطر المبارك. أرقام تسلسلية متعددة اصطفت على طول طريق نهج الأسود بحثا عن منفذ لها يخرجها من عنق الاحتباس المروري الذي انطلق قبل موعده الرسمي ، خوفا من أن تنتهي مهلة التجوال وتوصد المحلات أبوابها قبل انتقاء مستلزماتهم الضرورية التي تفرضها عليهم عادات وتقاليد المجتمع الجزائري. فضلنا أن نجمع في خرجتنا الميدانية بين المظاهر الايجابية للسهرات الرمضانية في موسم 2024 والاستعدادات الخاصة بانتقاء ملابس العيد وحق الملح ومهيبة العيد وبين الأجواء المميزة والخيالية التي ينفرد بها كل مجمع تجاري استجمامي عن الآخر ويُقدم لمسة خاصة لوهران الباهية المعروفة بطابعها التجاري الخاص بها لنعرض طابقا متنوعا ومزيجا متكاملا لعادات لم تنهار أو تنحل وسط الممارسات المتسللة . وفضلنا أن نقلع من نهج الأسود والأحياء المجاورة له كالياسمين 2 والسلام لما تشهده النقطتان من نشاط وتوافد منقطع النظير بعد الإفطار مباشرة و إلى غاية ساعات متأخرة من سهرة رمضان قصد التبضّع أمام التنوع والوفرة للماركات والموديلات المستوردة على رأسها التركية بدرجات متباعدة على خلفية النشاط التجاري الذي رحل كرها نحو الشرق مع عمليات الزحف الكبيرة التي شهدها هذا الأخير في السنوات الخمس الأخيرة. • طاولات ترافق محلات بحي العقيد لطفي وتتقاسم معها النشاط أمام المهلة الزمنية المخصصة لهذه الزيارة وعلى امتداد 3 ساعات ونصف من عمر المهمة توجه الطاقم الصحفي مباشرة نحو العقيد لطفي، الحي الأول على قائمة المواقع السكنية الأكثر رواجا بالولاية لنقل الأجواء والوقوف على الحركية والحيوية والإقبال الكبير للعائلات التي تحج من كل حدب وصوب لاقتناء ملابس العيد نساء ورجال، شباب وشيوخ اتفقوا على نفس الوجهة واختاروا أن يكون مقصدهم محلات العقيد لطفي التي أخذت لنفسها شهرة كبيرة لا تنافسها أحياء كانت من قبل على رأس القائمة بعاصمة الغرب الجزائري من الساعة التاسعة مساء وإلى غاية الواحدة وأكثر من هذا بكثير لا تفارق نقاط البيع "ريجيمها" المعتاد في العشر الأواخر ولا تغادر زحمة الشوارع المكان على مدار أيام الأسبوع حتى لا يفوت كل متسوّق فرصة انتقاء ما يحتاجه من مستلزمات ، وإن كان ذلك بفارق كبير في الأسعار لدرجة أن كل المنافذ لم تسلم من فوضى البحث عن المكان المناسب و بالثمن المناسب. ورغم الاكتظاظ الكبير الذي فاق كل المؤشرات لم تغب دوريات الأمن عن الساحة ولم تغادر المواقع المستهدفة حتى تضمن السلامة والطمأنينة للزوار وتوفرالأمن لكل قاصد لم يتردد على الحي من قبل أو العائلات التي تحتاج إلى درجات عالية من تلك الأجواء أثناء رحلة التسوّق المتعبة. • حديقة الصديقية .. حركة واستجمام إلى غاية ساعة متأخرة غادرنا الحي بشق الأنفس أمام زحمة المكان نحو المكسب الجديد الذي حققته الولاية قبل حلول الشهر الفضيل، حديقة الصديقة التي لم تفرغ من العائلات وإن كان الجو غير مناسب للاستجمام إلا أن سحر المنتزه وما يكتنزه من خصوصيات وقف حاجزا حقيقيا وألغى الاستثناءات عن قاعدة تعليق الخرجات خلال التقلبات الجوية والاستمتاع بجمالية الحديقة التي لا تمانع في جميع المناسبات وخلال الأيام العادية عن استقبال زوارها. • ركود وشلّل جزئي بوسط المدينة لم نمكث طويلا بالحديقة حتى نتمكن من ختم استطلاعنا بجولة عبر محلات وسط المدينة وبالتحديد بشارعي العربي بن مهيدي ومحمد خميستي وواجهة البحر الذين فقدوا بريقهم وحركيتهم برحيل النشاط التجاري نحو الشرق وأمام توسع الممارسات التجارية بأحياء الياسمين والسلام والعقيد لطفي، هذه الأخيرة تراجع عملها بشكل ملفت للانتباه في السنوات الأخيرة وأصبحت محصورة في زبائنها الأوفياء الذين لم يطلقونها حتى الآن أما البقية فقد تركوا شرط "الإدمان" عليها جانبا ، في سبيل تحقيق مصلحتهم والظفر بمشتريات بمواقع جديدة تسللت بشكل تدريجي لتنافس الأصل وتركنه في خانة الاحتياط.

يرجى كتابة : تعليقك