تمر اليوم 79 سنة على مجازر 8 ماي 1945 ، وتمضي 8 عقود على الثلاثاء الأسود الذي خلف وراءه 54 ألف شهيدا خرجوا للاحتفال بانتهاء الحرب ضد النازية وانتصار فرنسا وحلفائها والمطالبة بتجسد وعود الاحتلال ، وتستعرض الذاكرة الجزائرية اليوم الأربعاء 8ماي 2024 صورة الكشاف بوزيد أول ضحية للعدوان الفرنسي المسلط على الشعب الأعزل الذي خرج في ذلك التاريخ في مسيرات سلمية شاحنة في الساحات العمومية والشوارع الرئيسية.
لا ينسى السجل النوفمبري المحطة الحاسمة والحقيقة المروعة للاستعمار الفرنسي ولا يمحي تاريخ الكفاح المسلّح المنعرج الحاسم الذي ولّد ثورة تحريرية تطالب وتنتفض وتنتزع الاستقلال بالقوة من احتلال لا يمتثل إلا لروح الانتقام واسترداد الحقوق المهضومة .
في أبشع صور للتنكيل والتقتيل المسلّطة من قبل الاحتلال والمليشيات الفرنسية على مسيرات سلمية تنادي بالاستقلال أسفرت عن حصيلة ثقيلة من القتلى والمفقودين والمحبوسين تظل تلك المجازر تشكل حدثا داميا وملفا حساسا يثير الجدل ويرعب قصر الاليزي إلى يومنا هذا ، و لا تزال القضية المروّعة تحدث مفارقات في العلاقات الثنائية المتوترة وترفض معادلتها الدولة الجزائرية رفضا قاطعا ،وتسعى إلى الاعتراف بذاكرتها المغتصبة من قبل قادة ورؤساء الدولة ، ممن تداولوا على رأس الحكومة الفرنسية وحاولوا مسح معالم الحقيقة المرّة التي تفزع مضاجعهم وتُجهض خططهم تحت اسم طي صفحة دامية وفتح عهد جديد .
