نظم المركز الولائي للدم التابع للمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، صباح يوم الاثنين حملة للتبرع بالدم، تندرج في إطار إحياء اليوم العالمي للتبرع بالدم المصادف لـ14 جوان من كل سنة، وقد تميزت هذه التظاهرة بالتعاون والتنسيق مع عدة هيئات ومؤسسات فاعلة في المجتمع، على رأسها المديرية العامة للحماية المدنية، الكشافة الإسلامية الجزائرية، و محافظة الغابات، حيث تم نصب خيم أمام مدخل المؤسسة، مقابل مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية، لاستقبال المتبرعين وتسهيل سير الحملة في ظروف تنظيمية وصحية مثالية. وقد أشرف على افتتاح هذه التظاهرة المدير العام للمؤسسة، السيد رابح بار، بحضور كل من السيد قادي محمد هبري المدير العام المساعد، البروفيسور شكال محمد رئيس مصلحة علم الدم والمركز الولائي للدم، والطبيب المقدم أحمد سفيان بهلول ممثلاً عن العقيد محفوظ سويكي المدير الولائي للحماية المدنية، والسيد مفتاح رياض، المسؤول الولائي لقسم خدمة وتنمية المجتمع بمحافظة وهران للكشافة الإسلامية الجزائريةاضافة الى رؤساء المصالح الادارية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد السيد رابح بار أن التبرع بالدم يمثل عنصراً أساسياً في استمرارية الخدمات الصحية وضمان التكفل الأمثل بالمرضى مشيراً إلى أن المؤسسة تُجري ما يصل إلى 95 عملية جراحية مبرمجة يومياً، فضلاً عن التكفل بالحالات الاستعجالية المعقدة، ومرضى مصلحة أمراض، الذين تتطلب حالتهم من ثلاث إلى أربع أكياس دم يومياً. كما أشار إلى أن المركز الجهوي للدم يؤمّن احتياجات المؤسسات الصحية العمومية والخاصة عبر الولاية، بل وحتى بعض المؤسسات الجهوية، بمعدل شهري يتجاوز 2000 كيس دم. كما نوّه بالدور الحيوي الذي تلعبه الفرق الطبية وشبه الطبية والإدارية في إنجاح مثل هذه المبادرات، إلى جانب الشركاء من الحماية المدنية، محافظة الغابات، الكشافة الإسلامية، والهلال الأحمر، لما أظهروه من التزام وتضامن.
من جانبه، أوضح البروفيسور شكّال رئيس مصلحة علم الدم والمركز الولائي للدم، أن اختيار هذا التاريخ لإحياء اليوم العالمي للتبرع بالدم جاء في توقيت حساس يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وموسم الاصطياف، وهي فترة تُسجل عادةً تراجعاً ملحوظاً في عدد المتبرعين، مقابل ارتفاع في عدد المرضى وحالات الطوارئ. وأشار إلى أن المركز الجهوي سطّر برنامجاً ميدانياً مكثفاً شمل الخرجات الميدانية نحو أحياء الولاية والمساجد، بالتنسيق مع الحركة الجمعوية ومديرية الشؤون الدينية، بهدف تعزيز ثقافة التبرع بالدم وتوسيع قاعدة المتبرعين. كما شدّد على أن بنك الدم يعمل على تعبئة مخزونه من أجل مواجهة الطلب المرتفع، خصوصاً من طرف مصالح الاستعجالات، كحالات النزيف الحاد، وحوادث المرور، والنزيف عند الحوامل وبعد الولادة، فضلاً عن مرضى السرطان الذين يتطلب بعضهم، خاصة ممن يخضعون لزراعة الخلايا الجذعية، ما يصل إلى 20 كيس دم خلال فترة العلاج.
وفي هذا السياق، عبّر ممثلو المديرية العامة للحماية المدنية والكشافة الإسلامية الجزائرية عن اعتزازهم بالمشاركة في هذه المبادرة الإنسانية، مؤكدين أن انخراطهم في مثل هذه الحملات نابع من حرصهم على مد يد العون للمؤسسات الصحية وخدمة المرضى، خاصة مرضى السرطان الذين يشكلون الفئة الأكثر حاجة إلى الدم، في ظل التراجع المسجل في وتيرة التبرع خلال فصل الصيف. واعتبروا أن هذه المشاركة تندرج ضمن الواجب الإنساني والتضامن الوطني، الذي تسعى مؤسساتهم إلى تجسيده ميدانياً من خلال مثل هذه الأنشطة النبيلة.
وتأتي هذه المبادرة تتويجاً لسلسلة من الحملات التحسيسية والميدانية التي أطلقها المركز منذ بداية شهر جوان، وشملت عدداً من أحياء ولاية وهران، المساجد، والمؤسسات بالإضافة إلى الحملات الثابتة التي نُظمت على مستوى المركز الولائي للدم. وقد مكنت هذه الجهود المتواصلة من جمع 857 كيس دم من أصل 1003 مترشح للتبرع خلال هذه الفترة، ما يعكس مدى التجاوب الإيجابي للمواطنين وارتفاع مستوى الوعي بأهمية التبرع المنتظم بالدم.
