استقبل اليوم والي ولاية وهران، السيد سمير شيباني، بمطار أحمد بن بلة الدولي، الفوج الأول من أبناء الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، وذلك في إطار انطلاق برنامج المخيمات الصيفية الموجه لأبناء الجالية، تنفيذاً لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى تعزيز الروابط بين الجالية والوطن الأم.
ويهدف هذا البرنامج الوطني إلى تمكين الأطفال من أصول جزائرية والمقيمين بالخارج من التعرف عن قرب على ثقافتهم الأصلية، واكتشاف العادات والتقاليد الجزائرية الأصيلة، فضلاً عن إتاحة الفرصة لهم للتفاعل مع أقرانهم في أرض الوطن، في جو يسوده الود والتبادل الثقافي.
وقد حظي الفوج الأول، المتكوّن من 51 طفلاً وستة مرافِقين، باستقبال حار من طرف السلطات المحلية لولاية وهران، وعلى رأسها السيد الوالي، الذي عبّر عن سعادته بهذا الحدث، متمنياً لأبناء الجالية إقامة ممتعة وعطلة صيفية سعيدة بين أهلهم، مؤكداً في ذات السياق أنّ كافة الظروف تم توفيرها لضمان راحة المشاركين ونجاح هذه المبادرة.
ويشمل البرنامج مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية والثقافية والسياحية التي تسعى إلى ترسيخ الهوية الوطنية، بالإضافة إلى تعريفهم بجمال وتنوع المقومات السياحية التي تزخر بها الجزائر
وقد أوضح مدير الشباب والرياضة لولاية وهران، السيد عادل تجار، أن هذه العملية تندرج ضمن البرنامج الوطني الذي تشرف عليه الوزارة الوصية بالتنسيق مع مسجد باريس، حيث تم تخصيص حصة معتبرة لولاية وهران لاستقبال أطفال الجالية في إطار مخيمات صيفية منظمة ومؤطرة
وقد توجه الفوج الأول مباشرة بعد وصوله إلى مركز العطلة "بيت الشباب رأس فالكون"، الذي يتميز بموقعه الاستراتيجي المطلّ على الواجهة البحرية، ويوفر كل شروط الراحة والإقامة النموذجية، من مرافق رياضية وترفيهية، تشمل ملعبًا لكرة القدم، ومسبحًا، ومساحات خضراء مفتوحة، إلى جانب الإشراف التربوي والتنشيطي المحترف الذي يضمن للأطفال بيئة آمنة وممتعة.أما الفوج الثاني فقد تم توجيهه إلى ولاية مستغانم الساحلية، التي هيأت بدورها مؤسسات استقبال خاصة لاستقبال الأطفال في ظروف جيدة، مع توفير برامج مماثلة توازن بين الترفيه والتثقيف.
وفي هذا السياق، أشار السيد عادل تجار إلى أن جميع الشروط قد وُفرت لضمان إقامة مريحة وآمنة لهؤلاء الأطفال، من إقامة وإطعام ورعاية صحية، إلى جانب تنظيم أنشطة ثقافية وتربوية ورياضية متكاملة، يشرف عليها مؤطرون مختصون ومؤهلون، بهدف تعزيز روح الفريق والانتماء، وتنمية مهارات التواصل بين المشاركين.
وأضاف المتحدث أن البرنامج يتضمن أيضًا تنظيم خرجات سياحية واستكشافية إلى أبرز المعالم السياحية والثقافية بولاية وهران والمناطق المجاورة، ما سيمكن الأطفال من التعرف على التراث الجزائري، واكتشاف ثقافة بلادهم عن قرب، في خطوة تهدف إلى تعميق الشعور بالانتماء للوطن.
ويُذكر أن ولاية وهران ستستقبل هذه السنة ما مجموعه 250 طفلًا من أبناء الجالية الجزائرية بالخارج، ضمن البرنامج الوطني الذي خصصته الدولة الجزائرية لصيف 2025، والذي يشمل استقبال نحو 2000 طفل من مختلف دول العالم.وتأتي هذه المبادرة تأكيدًا على التزام الدولة الجزائرية بدعم أبناء جاليتها بالخارج، لا سيما الأجيال الجديدة، وتوفير فرص للاحتكاك بالثقافة والهوية الجزائرية في بيئة آمنة ومرحبة.
وبالمناسبة فقد عبّر السيد حسين، مدير ومسؤول المخيم الصيفي 2025، عن بالغ سعادته بحفاوة الاستقبال التي حظي بها الفوج الأول من أبناء الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، لدى وصولهم إلى ولاية وهران، لاسيّما على مستوى مطار أحمد بن بلة الدولي. مشيرا إلى أن هذه الاستقبال الحار يعكس مدى الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة الجزائرية لأبناء الجالية، المقيمة بالخارج مؤكدًا أن "الفوج الأول يتكوّن من 51 طفلًا و6 مرافقين، وقد تم توفير كل الظروف المناسبة لضمان إقامة مريحة، مفيدة وممتعة لهم طيلة فترة العطلة".
وأوضح أن هذه المبادرة النوعية تم تنظيمها بتنسيق محكم مع مسجد باريس، وتهدف إلى تعزيز الروابط بين أبناء الجالية ووطنهم الأم، من خلال فسح المجال لهم لاكتشاف الجزائر، ثقافتها وتاريخها، إلى جانب تقوية العلاقات بين الأطفال القادمين من الخارج وأقرانهم داخل الوطن.
وفي الختام توجّه السيد حسين بجزيل الشكر إلى كافة الجهات التي ساهمت في هذا الاستقبال المتميز، مشيدًا بالجهود الكبيرة المبذولة لإنجاح هذه المبادرة الوطنية التي تحمل أبعادًا إنسانية وتربوية نبيلة.
