انطلق، اليوم الأحد، بولاية غليزان الموسم الدراسي الجديد 2025/2026، وسط أجواء تنظيمية واحتفالية ميّزها حضور السلطات المحلية وأفراد الأسرة التربوية. وقد فتحت 669 مؤسسة تعليمية أبوابها لاستقبال ما يقارب 227 ألف تلميذ وتلميذة موزعين على الأطوار الابتدائي، المتوسط، والثانوي، في ظل تسطير جملة من الأهداف والرهانات الرامية إلى ترقية المنظومة التعليمية ومواصلة الإصلاحات التربوية.
وفي هذا السياق، خصصت وزارة التربية الوطنية الحصة الأولى للحديث عن الصحة المدرسية، وذلك بغرض ترسيخ ثقافة الوقاية وتعزيز السلوك الصحي لدى الناشئة، انسجاما مع التوجهات الوطنية الرامية إلى جعل المدرسة فضاءً متكاملا للتربية والتكوين والرعاية.
وقد أشرف والي الولاية، كمال بركان، من متوسطة محمد مدني ببلدية واريزان، على إعطاء إشارة الانطلاق الرسمي للموسم الجديد. وفي كلمته، شدّد على أن الدخول المدرسي الحالي يتطلّب رفع تحديات كبرى تتعلق بتحسين ظروف التمدرس وتوفير بيئة تعليمية ملائمة، مؤكّدا الحرص على المحافظة على المراتب الأولى وطنيا، خاصة في الأقسام النهائية المعنية بالامتحانات الرسمية. وأبرز الوالي أن ولاية غليزان أثبتت، خلال السنوات الأخيرة، ريادتها على الصعيد الوطني من خلال النتائج المتميزة التي يحققها تلاميذها في امتحاني شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا، حيث دأبت على حصد المراتب الأولى ولائيا ووطنيا، ما يعكس جهود الأطقم التربوية والبيداغوجية وتفانيها في مرافقة التلاميذ نحو التفوق. كما جدّد الوالي التزام السلطات بدعم الأسرة التربوية وتذليل العقبات أمامها، موجها تهانيه للأساتذة والتلاميذ بمناسبة العودة إلى مقاعد الدراسة.
من جهته، استعرض المدير الولائي للتربية، أحمد شقاليل، الجهود المبذولة لتأمين دخول مدرسي ناجح، من خلال رصد ميزانيات معتبرة لتهيئة المدارس وتوفير التجهيزات الضرورية، فضلا عن تدعيم النقل والإطعام المدرسيين. ودعا التلاميذ إلى الإقبال بشغف على التعلم والتحصيل، مثمنا في الوقت نفسه دور الأساتذة كحلقة أساسية في إنجاح العملية التعليمية.
*تعزيز الهياكل التربوية بدخول مؤسسات جديدة وملحقتين للدعم النفسي البيداغوجي*
وعلى صعيد البنى التحتية، شهد الدخول المدرسي لهذه السنة افتتاح عدة مؤسسات جديدة، منها ابتدائيات بكل من وادي ارهيو، غليزان، والمطمر، ومتوسطتين بالحمادنة وسيدي خطاب. كما تم تدشين ملحقتين للمركز النفسي البيداغوجي بكل من جديوية وزمورة، بهدف تعزيز التكفل النفسي والبيداغوجي بالتلاميذ. وإضافة إلى ذلك، جرى وضع مخبر متنقل لتحاليل المياه حيز الخدمة، في خطوة تهدف إلى ضمان بيئة صحية وآمنة داخل الوسط المدرسي.
ويرتقب أن يشكل الدخول المدرسي الجديد محطة مفصلية لترجمة الإصلاحات التربوية على أرض الواقع، خاصة في ما يتعلق بترقية استعمال الرقمنة في تسيير المؤسسات التربوية، وتوسيع تدريس اللغة الإنجليزية، إلى جانب مواصلة الجهود لتقليص الاكتظاظ وتحسين ظروف التمدرس عبر مختلف ربوع الولاية.
