نظمت جريدة الجمهورية اليوم الثلاثاء لقاءا أدبيا كرم فيه الشاعر والإعلامي إبراهيم قارعلي بالتنسيق مع جمعية التربية البيئية والتنمية المستدامة تقديرا لمؤلفه الأخير الديوان الشعري "ألفية الجزائر" و التي صدرت عن وزارة المجاهدين و ذوي الحقوق بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال.
"ألفية الجزائر" وهو عمل شعريّ يجمع بين البعد الوطني والإنساني، حيث يُقدّم من خلاله الشاعر رؤية شعرية معاصرة للجزائر في ألفيتها الجديدة.يكتب قارعلي الجزائر بلغةٍ تحتفي بالوطن والإنسان، فتغدو القصيدة عنده مساحة للتأمل في الهوية، واستحضار الذاكرة، واستشراف المستقبل في هذا الديوان، تتقاطع الرموز التاريخية مع ملامح الحاضر، ليصوغ الشاعر من خلالها ملحمة وجدانية تعبّر عن عشق الوطن.
اللقاء جمع بين الأدب والثقافة والوفاء للرموز الوطنية، أكد مرة أخرى المكانة الثقافية التي تحظى بها مدينة وهران كعاصمة للفكر والإبداع، ووجهة تحتفي بالمبدعين الجزائريين في مختلف مجالاتهم.
شهد اللقاء حضور الأمين العام لولاية وهران فوضيل العيداني وعدد من ممثلي السلطات المحلية، إلى جانب نخبة من الوجوه الثقافية والأدبية والإعلامية. وقد استهل اللقاء بكلمة ترحيبية ألقتها السيدة ليلى زرقيط ، الرئيسة المديرة العامة لجريدة الجمهورية، التي عبّرت عن سعادتها باحتضان هذا اللقاء في مقر الجريدة، باعتبارها فضاءً يكرّس التفاعل بين الإعلام والثقافة، ومكانًا يجمع المبدعين بمختلف توجهاتهم.
تلتها كلمة رئيس جمعية التربية البيئية والتنمية المستدامة سفيان بن صابر ، الذي ثمّن هذه المبادرة التي تجمع بين الوعي البيئي والفعل الثقافي، مؤكداً أن الثقافة هي جوهر التنمية المستدامة وأساس بناء مجتمع متوازن.
كما ألقى الأمين العام لولاية وهران السيد فضيل العيداني كلمة عبّر فيها عن اعتزازه بهذه التظاهرة التي تكرّم أحد أبناء الجزائر المخلصين، مشيراً إلى أهمية دعم مثل هذه المبادرات التي تساهم في إبراز صورة الجزائر الثقافية في أبهى حللها.
ومن جهته، قدّم ممثل المجلس الشعبي الولائي السيد بوحسون تشيكو كلمة بالمناسبة، نقل فيها تحيات المجلس واعتزازه بمشاركة الشاعر قارعلي في هذا الحدث الأدبي، الذي يندرج ضمن مساعي المدينة لتكريس الفعل الثقافي المستدام.
كما ألقى ممثل رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد عباس رحيم كلمة نوّه فيها بالدور الهام الذي يلعبه الأدب في تعزيز الانتماء الوطني وإحياء الذاكرة الجماعية.
ولم يخلُ الملتقى من لحظة وفاء مؤثرة، عبّر من خلالها رئيس جمعية كبار معطوبي حرب التحرير الوطني حي عبد النبي عن فخره بتكريم رموز الكلمة الذين أسهموا في الدفاع عن هوية الجزائر الثقافية والوجدانية.
كما تدخل المندوب المحلي لوسيط الجمهورية السيد باغلي شعيب بكلمة عبّر فيها عن سعادته بحضور هذه التظاهرة الثقافية التي تُجسّد قيم الحوار والاعتراف بالمبدعين، مؤكدًا على أهمية الثقافة كقوة ناعمة تعزّز تماسك المجتمع.
وألقى من جانبه النائب البرلماني السيد رشيد شاشار كلمة نوه فيها بمكانة الأدب في بناء الوعي الوطني، مشيدًا بمسيرة الشاعر إبراهيم قارعلي الذي استطاع أن يمنح القصيدة الجزائرية هوية متجددة ومعاصرة.
ثم قدّم الشاعر إبراهيم قارعلي كلمته التي عبّرت عن امتنانه لهذه الالتفاتة الكريمة، متحدثاً عن مسيرته الطويلة مع الشعر، وعن ارتباطه الوثيق بالوطن والإنسان، ومؤكداً أن الأدب يظل الجسر الذي يربط الذاكرة بالوجدان.
وعن سعادته بوجوده في مدينة وهران التي وصفها بـ"مدينة الروح التي لا تنام"، مؤكداً أن الكلمة تظلّ وعدًا بين الشاعر ووطنه.
وكان الوزير الأسبق محي الدين عميمور قد بعث رسالة للملتقى بعدما تعذر عليه التنقل إلى عاصمة الغرب الجزائري كما بعث برسالة شكر خاصة للسيدة ليلى زرقيط الرئيسية المديرة العامة لجريدة الجمهورية لدعهما ومرافقتها للإبداع والمبدعين.
كما ألقى الأستاذ عبد القادر تومي، مدير دار النشر كنوز الحكمة تطرّق فيها إلى القيمة الرمزية لمسيرة قارعلي الشعرية، معتبراً إياه أحد الأصوات التي منحت القصيدة الجزائرية بعداً إنسانياً عميقاً، وجعلت من الكلمة مرآة تعكس نبض الوطن.
وفي أجواء من التصفيق والاحتفاء، كرمت الجمهورية كل من الشاعر إبراهيم قارعلي تقديراً لعطائه الأدبي والإعلامي والامين العام للولاية
وفي الختام، تم عرض آخر مؤلفات الشاعر وتوقيعه أمام الجمهور في أجواء من الدفء والإقبال، حيث حرص العديد من الحاضرين على اقتناء نسخ موقّعة من كتابه، في لحظة جمعت بين حب القراءة ومتعة اللقاء المباشر مع الكاتب.
وهكذا اختتمت الاحتفالية بنجاح، لتؤكد وهران مرة أخرى أنها مدينة الثقافة ، وفضاء يحتفي بالمبدعين الذين جعلوا من الأدب رسالة إنسانية خالدة.
أكتب تعليقك