شـكّـل موضوع "المدينة والطاقـة" المنظم تحت شعار "الجماعات المحلية في قلب ترشيد الطاقة" محور اليوم الدراسي الذي احتضنته قاعة المحاضرات للمدرسة الوطنية لمهندسي المدينة بحضور السيد شعـبان مروان المدير العام للوكالة الوطنية لتطوير استخدام الطاقة وترشيده ومديرة المعهد الوطني لتكوين لمستخدمي الجماعات المحلية بوهران، إلى جانب أعضاء اللجنة الأمنية للولاية، ومدراء وإطارات وأساتذة وتلاميذ المدرسة، والمدير العام للمدرسة الوطنية لمهندسي المدينة الذي أكد بالمناسبة على الأهمية البالغة التي يكتسيها هذا اللقاء، لاسيما والجزائر تعيش في عصر التكنولوجيا وترشيد استهلاك الطاقة، والانتقال نحو الطاقات المتجددة باعتبارها خـيارا استراتيجيًا لتحقيق التنمية المستدامة، من جهته السيد شعبان مروان، المدير العام للوكالة الوطنية لتطوير استخدام الطاقة وترشيده، أبرز في كلمته أمام الحضور، أن التحول نحو استعمال الطاقات المتجددة أصبح ضرورة حتمية، مستدلًّا بإحصائيات وأرقام دقيقة تُبرز حجم الجهود المبذولة في هذا المجال، وأهمية تسريع وتيرة الانتقال الطاقوي في مختلف القطاعات، بدوره نـوّه المفتش العام للولاية، ممثِّلًا عن السيد والي ولاية تلمسان، بجهود وزارة الداخلية والجماعات المحلية والنقل التي تسعى جاهدة لتطوير مجالات تدخلها، لاسيما في ميدان ترشيد استخدام الطاقة، مؤكّدا على الدور الفعّال للجماعات المحلية في تنفيذ السياسات الوطنية الهادفة إلى تحقيق النجاعة الطاقوية وتعزيز الاستدامة البيئية. هـذا وقد عـرف اليوم الدراسي جلستين، ترأّسهما على التوالي كل من السيد سماحي سمير، مدير البحث والتوثيق بالمدرسة، والسيد مدير الدراسات والتربصات بالمدرسة، قـدّم من خلالها الأساتذة والباحثون سلسلة من المداخلات العلمية تمحورت جميعها حول هدفٍ واحد، وهو تعزيز استخدام الطاقة البديلة كخيار مستدام ينسجم مع التحولات البيئية والاقتصادية الراهنة، كما ركّزوا فيها على التجارب المحلية في مجال ترشيد الطاقة، وسبل إدماج الطاقات المتجددة في مشاريع التنمية الحضرية، كما عرفت الجلستين نقاشا ثريا بين المشاركين من باحثين ومهنيين حول آليات تجسيد الانتقال الطاقوي على المستوى المحلي، تم على هامشهما إمضاء اتفاقية شراكة وتعاون بين المدرسة الوطنية لمهندسي المدينة والوكالة الوطنية لتطوير استخدام الطاقة وترشيدها، تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات التكوين، والبحث العلمي، وتبادل الخبرات، وكذا تطوير مشاريع مشتركة تُسهم في ترقية ثقافة ترشيد الطاقة والانتقال نحو الطاقات المتجددة على المستويين المحلي والوطني، ليتوّج فعاليات اليوم بجملة من التوصيات العملية، أبرزها ضرورة تعزيز التكوين والتوعية حول ثقافة الاستهلاك الرشيد للطاقة، وتشجيع البحث العلمي والابتكار في مجالات الطاقة النظيفة، وتكثيف التنسيق بين مختلف الفاعلين المحليين والمؤسسات المختصة لتحقيق التنمية المستدامة، مع توزيع شهادات المشاركة على الأساتذة المحاضرين عرفانًا بمساهماتهم العلمية والفكرية القيّمة التي أثرت هذا اليوم الدراسي