حققت الأندية الجزائرية الأربعة المشاركة في المنافسات القارية إنجازًا يُحسب لها ويدخل التاريخ من بابه الواسع، بعد أن نجحت في بلوغ دور المجموعات، محققة العلامة الكاملة أربعة من أربعة، في مشهد يؤكد عودة الكرة الجزائرية إلى واجهتها القارية بكل فخر واعتزاز، في رابطة أبطال إفريقيا، خطت مولودية الجزائر بخطى واثقة نحو دور المجموعات، لتترجم عملًا متزنًا واستقرارًا واضحًا داخل البيت العاصمي، حيث ظهر الفريق أكثر نضجًا وتنظيمًا، وأثبت أنه يملك الأدوات الفنية والذهنية التي تسمح له بمقارعة كبار القارة. أما شبيبة القبائل، فقد أعادت للأذهان هيبة المدرسة القبائلية، تلك التي لا تعرف الاستسلام في المواعيد الكبرى، فكان تأهلها نتيجة منطقية لتجربة غنية وتاريخ عريق لطالما ارتبط بالإنجازات الإفريقية. وفي كأس الكونفدرالية، بصم اتحاد العاصمة على تأهل مستحق بعد أن قلب الطاولة على منافسه الإيفواري أكاديمية أمادو ديالو. فبعد الخسارة في كوت ديفوار بهدف وحيد، عاد "أبناء سوسطارة" إلى الديار بعزيمة أقوى، ليوقعوا على فوز بثلاثية نظيفة ويبرهنوا أن الكبرياء الجزائري لا يُقهر حين يتعلق الأمر بالشرف القاري. من جهته، واصل شباب بلوزداد تألقه، مضيفًا تأهلًا جديدًا إلى سجلّه بعد تجاوزه حافيا كوناكري الغيني، في خطوة تعكس رغبة الفريق في تجاوز حدود المنافسة المحلية وفرض اسمه بين كبار إفريقيا. بهذا المشهد المشرق، تكون الجزائر قد ضربت موعدًا رباعيًا مع القارة السمراء، ممثلة بأربعة أندية كاملة في دور المجموعات، وهو رقم لم يتحقق منذ سنوات، ويُترجم في جوهره عمق التطور الفني والتنظيمي الذي بات يميز الكرة الوطنية. إن ما تحقق ليس مجرد تأهل، بل هو رسالة قوة وإصرار، مفادها أن الجزائر استعادت توازنها الكروي وتستعد للعودة بقوة إلى منصات التتويج الإفريقية.
أكتب تعليقك