أحسن تليلاني: فيلم زيغود يوسف ما يزال عملاً جديدًا ومختلفًا في تجربتي

أحسن تليلاني: فيلم زيغود يوسف ما يزال عملاً جديدًا ومختلفًا في تجربتي
ثقافة
يُطلّ الكاتب والمخرج أحسن تليلاني في المهرجان الدولي للسينما العربية بوهران بفيلمه الجديد زيغود يوسف، المستوحى من كتابه الحداد الثائر. الفيلم يروي مسيرة أحد أبرز رموز الثورة الجزائرية، في معالجة فنية وإنسانية بعيدة عن القوالب الكلاسيكية، وبتزامن رمزي مع ذكرى أول نوفمبر. وفي مستهل حديثه يقول :" فيلم زيغود يوسف ما يزال عملاً جديدًا ومختلفًا في تجربتي فهو روائي طويل يحمل طابعاً حربياً وتاريخياً في آنٍ واحد، واستوحيت فكرته من كتابي الحداد الثائر. أردتُ من خلاله أن أُعيد تقديم هذا البطل الوطني برؤية إنسانية تُلامس الوجدان. ويضيف: "الفيلم يستلهم صفحاته من حياة الشهيد زيغود يوسف، وأنا ابن المنطقة التي استُشهد فيها، سيدي مزريش بولاية سكيكدة. منذ طفولتي نشأت على محبته وعلى سماع بطولاته من رفاقه، فكانت تلك الحكايات بذرة هذا المشروع." ويتابع تليلاني حديثه عن رحلته في جمع الشهادات الحيّة قائلاً: "تعرفت على الكثير من المجاهدين الذين عايشوه، وتحدثت مع رفيقه المجاهد عمار بن عودّة، وصديق طفولته الطيب الثعالبي، وأرملته عائشة طريفة، وابنته شامة. كانت شهاداتهم مؤثرة وملهمة، لأنها جعلتني أراه كإنسان من لحم ودم، لا كرمز جامد." ويؤكد الكاتب أنه اعتمد على مصادر حيّة ومراجع موثوقة :"استقيت حياة زيغود يوسف من المصادر المباشرة، كما استعنت بمذكرات علي كافي ولخضر بن طوبال، فهما من رفاقه في الثورة. ومن هذا التوثيق وُلد الكتاب ثم تحوّل إلى فيلم سينمائي يجسّد مسيرة بطل حقيقي. وعن الجانب العاطفي في العمل، يقول:في كل مرة كنت أبكي أثناء الكتابة، لا أدري إن كنت أبكي لأنني حققت حلمي أم لأن المشاهد كانت مؤثرة فعلاً. قدّمت زيغود يوسف كإنسان، كأبٍ وزوجٍ ومجاهد، لا كبطل بلا مشاعر. فالفن الحقيقي يُظهر بطولتنا في إنسانيتنا." ويتوقف تليلاني عند أهمية الفن والسينما في حفظ الذاكرة الوطنية، قائلاً: "أنا فخور جدًا بأن نُحيي ذكرى أول نوفمبر بأعمال سينمائية تُخلّد ثورتنا التحريرية وتُعيد للأذهان أمجادها. أؤمن أن الفنون، والسينما على وجه الخصوص، هي من أهم الوسائل التي توثّق للذاكرة الوطنية وتنقلها للأجيال. ولهذا أقدّر كثيرًا دعم السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وتشجيعه لرجال السينما، لأنه يدرك أن الثقافة هي الجسر الذي يربط الماضي بالحاضر ويحفظ هوية الأمة." ويختم تليلاني قائلاً: "من دواعي فخري أن يُعرض الفيلم في وهران ليلة أول نوفمبر، لأنها لحظة رمزية عظيمة. السينما بالنسبة لي ليست مجرد فن، بل ذاكرة وطن، وأتمنى أن يشاهد الجمهور هذا الفيلم بعيون الإعجاب والمحبة، لأنه فيلم من القلب، وُلد ليُخلّد روح نوفمبر في وجدان الجزائريين.

يرجى كتابة : تعليقك