انطلقت بقصر الرياضات حمو بوتليليس وسط أجواء مفعمة بالحماس البطولة الوطنية للكراتي دو الخاصة بفئتي البراعم والأصاغر، بمشاركة قياسية فاقت 2000 رياضي ورياضية قدموا من مختلف ولايات الوطن، وهو رقم يعكس مدى الاهتمام الكبير الذي باتت تحظى به هذه الرياضة القتالية في أوساط الفئات الصغرى، ويمثل في الوقت ذاته مؤشرا إيجابيا على تطور قاعدة التكوين في مختلف الأندية والجمعيات. شهدت المنافسة منذ ساعاتها الأولى أجواءً حماسية مميزة اتسمت بالتنظيم الجيد والإقبال الكبير من طرف العائلات والمدربين والمسيرين الذين حرصوا على مرافقة عناصرهم الشابة في هذا الموعد الوطني الهام، الذي تحتضنه إحدى القاعات الرياضية الكبرى تحت إشراف الاتحادية الجزائرية للكراتي دو والرابطات الولائية، في إطار برنامج موسع يهدف إلى ترسيخ روح المنافسة والانضباط في نفوس الصغار، وتمكينهم من خوض تجربة وطنية تعزز مسارهم الرياضي في بدايته.
المنافسة التي انطلقت أمس مخصصة للذكور، على أن تُستكمل صبيحة اليوم بالبطولة الوطنية الخاصة بالإناث من نفس الفئتين، حيث ستعرف حضورًا وازنًا للنوادي النسوية التي أعدت نفسها جيدًا لهذا الحدث، في وقت أكدت فيه الاتحادية أن هذه الدورة تُعدّ من أكبر البطولات المنظمة خلال السنوات الأخيرة من حيث عدد المشاركين والمستوى الفني المنتظر. وقد أبدى العديد من المدربين ارتياحهم الكبير للتنظيم الجيد والإقبال اللافت، مشيرين إلى أن مثل هذه المنافسات تشكل فرصة ثمينة لاكتشاف المواهب وصقلها في أجواء تنافسية صحية.
وتبرز هذه الطبعة بميزة جديدة فرضها الاتحاد الدولي للكراتي دو، والمتمثلة في إلزام فئة الصغار بارتداء الخوذة ودرع الصدر أثناء النزالات الرسمية، وذلك حرصًا على تعزيز شروط السلامة وتقليل نسبة الحوادث والإصابات وسط المصارعين الناشئين. وقد لقي هذا القرار ترحيبًا واسعًا من المدربين والأولياء، الذين أكدوا أن الأولوية في هذه السن يجب أن تُمنح للجانب التربوي والأمني قبل النتائج، بما يضمن ممارسة آمنة وسليمة تتيح للأطفال التطور بثقة واستمرارية.
ومن الجوانب اللافتة في هذه الطبعة، الحضور القوي للأندية المنتمية إلى ولايات الجنوب والهضاب العليا، حيث أثبتت خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في مستوى التكوين، مدعومة بجهود المربين المحليين والسلطات الرياضية الولائية. كما عرفت المنافسة مشاركة نوعية لعناصر تمثل مدارس كبرى في الكراتي دو، على غرار أندية العاصمة ووهران وسطيف وقسنطينة وتيزي وزو، وهو ما منح البطولة طابعًا وطنيًا خالصًا وجعل النزالات أكثر ندية وتشويقًا.
من جهتهم، عبّر أولياء الرياضيين عن ارتياحهم الكبير للأجواء التنظيمية والروح الرياضية التي سادت أجواء البطولة، مؤكدين أن مثل هذه التظاهرات تمثل فرصة مهمة لأبنائهم للتعلم وكسب الخبرة،
2
أكتب تعليقك