في اطار فعاليات مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، عُرض الفيلم الروائي“المستعمرة”للمخرج والكاتب محمد رشاد، وهو عمل مستوحى من أحداث واقعية يسلّط الضوء على قضايا اجتماعية وإنسانية بعمق بصري وسردي مؤثر.
يحكي الفيلم قصة شقيقين يعيشان في مجتمع مهمّش بمدينة الإسكندرية، يتلقيان عرض عمل من المصنع بعد وفاة والدهما في حادث عمل غامض، كتعويض بدلاً من اللجوء إلى القضاء. ومع مرور الوقت، تبدأ الأسئلة تتكاثر في ذهنيهما حول ما إذا كانت وفاة والدهما مجرد حادث عرضي أم وراءها خيوط غامضة تخفي حقيقة مؤلمة.
صرح المخرج محمد رشاد أن فكرة الفيلم جاءت من ولعه بعالم المصانع منذ طفولته، حيث كان ينجذب إلى تفاصيلها الدقيقة وضجيجها المختلف، ما ألهمه لصياغة قصة تعبّر عن الإنسان البسيط وعلاقته بمكان عمله، وعن الطبقات المهمّشة التي نادراً ما تجد من يعبّر عنها في السينما العربية.
وأوضح رشاد أن “المستعمرة” يجمع بين الواقعية والرمزية، ويطرح تساؤلات عميقة حول العدالة والكرامة الإنسانية، دون أن يقدّم إجابات جاهزة، بل يترك للمشاهد مساحة للتفكير والتأمل.
العمل نال الجائزة البرونزية في مهرجان الجونة السينمائي، تقديراً لموضوعه الإنساني ولأسلوبه الإخراجي المتميّز.
وشهد عرضه في وهران تفاعلاً لافتاً من الجمهور ، الذين أشادوا بقدرة الفيلم على مزج البساطة والعمق في معالجة قضايا العمال والمهمّشين بلغة سينمائية راقية
أكتب تعليقك