الطيب زيتوني وزير المجاهدين الأسبق في ذمّة اللّه... الوفيّ لمبادئ نوفمبر يرحل في عيد الثورة

الطيب زيتوني وزير المجاهدين الأسبق في ذمّة اللّه... الوفيّ لمبادئ نوفمبر يرحل في عيد الثورة
وهران
انتقل إلى رحمة اللّه الوزير الأسبق للمجاهدين وابن الشهيد الطيب زيتوني، وبوفاته فقدت الأسرة الثورية والجزائر ككل أحد أبنائها الوطنيين المحبّين لوطنهم ممن أخلصوا في بناء بلدهم وفاء لمبادئ نوفمبر ورسالة الشهداء والمجاهدين. لقد حمل المرحوم أمانة الوطن خلال تقلده للعديد من المناصب والمسؤوليات، فكان الوفي الأمين في عمله ومهامه طيلة مسيرتة المهنية كمدير للمجاهدين بعديد الولايات كوهران، ثم كمنتخب ورئيس المجلس الشعبي البلدي لوهران من سنة 1997 إلى غاية سنة 2002. ليُعيّن مرّة أخرى مديرا للمجاهدين بولايات مستغانم وتلمسان ومعسكر إلى أن استدعي لمهام في الحكومة فكان وزير للمجاهدين في سنة 2014. في كل مرحلة أبان الرجل عن كفاءة وإخلاص في أداء المهام والتفاني في بناء الوطن، فالمرحوم من مواليد ولاية وهران في عام 1956 من أسرة ثورية وابن شهيد، عُرف باعتزازه وفخره الكبيرين بتاريخ الجزائر المُشرق وثورة التحرير المجيدة التي خلّدها آباؤنا وأجدادنا بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة، فكان من بين مؤسسي المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء. وشاءت الأقدار أن ينتقل الطيب زيتوني إلى الرفيق الأعلى في نوفمبر شهر الثوار الذي يحمل بالنسبة له ولكل الجزائريين رمزية كبيرة وقوية. عُرف المرحوم بحبه للوطن وإخلاصه في العمل وكفاءته في التسيير، والسيرة الطيبة، له ذكرى وأثر طيّب في قلوب سكان وهران التي خدمها بكل كفاءة واقتدار خلال ترأسه للمجلس الشعبي البلدي، فخلال عهدة كاملة اجتهد المرحوم وسعى لتحسين الإطار المعيشي للمواطن وخدمة التنمية المحلية، فلم يكن ذلك المسؤول الذي يسيّر شؤون البلدية من كرسيّه بل عُرف عنه أنه رجل ميدان، يخرج باستمرار لتفقد أحوال السكان والأحياء والمشاريع المنجزة فيعاين أوضاع بلديته وتقدم أشغال التنمية بها، خلال معظم خرجاته الميدانية كان يلتقي بالسكان فيستمع لانشغالاتهم ويحرص على معالجتها وتجسيدها وفق ما تتيح له صلاحياته كمنتخب ورئيس بلدية، فقطاع التنمية بهذه البلدية عرف في عهده نموّا وتحسّنا بفضل عدّة مشاريع أنجزت في مجال البنى التحتية. أخلاق المرحوم الرفيعة كانت العلامة الفارقة في شخصيته وفي أسلوب تعامله من الناس، ونحن الإعلاميون والصحفيون نشهد له بحسن الخلق وطيب المعاملة، لم يدّخر جهدا ولا وقتا في تقديم الخبر والمعلومة للصحافة، إذ سبق لجريدة "الجمهورية" أن استضافته خلال ترأسه للمجلس الشعبي البلدي لوهران وبُرمجت عدّة ندوات تطرق خلالها لواقع التنمية وآفاقها. وخلال تقلدّه لمنصب وزيرٍ المجاهدين لم يبخل المرحوم الطيب زيتوني بأفكاره وآرائه البارزة للصحافة إذ أجرت معه الرئيسة المديرة العامة لجريدة الجمهورية حاليا ورئيسة التحرير سابقا السيدة ليلى زرقيط حوارا مطوّلا استعرض فيه المرحوم العديد من الجوانب الهامة حول شؤون وزارة المجاهدين وأهدافها ومشاريعها في تدوين الذاكرة الوطنية واسترجاع حقوق بلد المليون ونصف المليون شهيد من فرنسا واعتذارها لما اقترفه أسلافها من جرائم فظيعة جدّ الجزائريين. ومن أبرز تصريحاته خلال هذا الحوار قوله بأن أفضل ردّ على الأعمال التي تسيء إلى عظمة وقداسة ثورتنا المجيدة هو إنجاز أعمال تاريخية تليق بهذه المرحلة المُشرّفة من تاريخ الجزائر. لقد كان المرحوم خلال مهامه كوزير للمجاهدين يعمل على جمع وتدوين شهادات أكبر قدر من المجاهدين والمجاهدات لتُساهم في كتابة الذاكرة بكل صدق وأمانة من أفواه من صنعوا هذا التاريخ المجيد، فآمن المرحوم بجدوى كل المهام والأعمال التي أنجزها في سبيل استرجاع الأرشيف الوطني ليس من فرنسا فقط بل من جميع البلدان، ومحاولاته ومساعيه لانتزاع اعتراف واعتذار من فرنسا على كل جرائمها، فهو الذي قال يوما "فرنسا ستعترف عاجلا أم آجلا بجرائمها في الجزائر. رحم اللّه الرجل الوفي لوطنه وأسكنه فسيح جنّاته.

يرجى كتابة : تعليقك