جاء صدور رواية «نوّارة» للكاتب والصحفي الجزائري عمار بورويس في توقيت رمزي ومعبّر، تزامناً مع شهر نوفمبر، شهر الثورة والتحرر، الرواية الصادرة عن دار النشر النعمان بدعم من وزارة الثقافة والفنون والديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، ليست مجرد عمل أدبي، بل هي ملحمة إنسانية وتاريخية تُجسّد مسار بطلة استثنائية اسمها نوّارة بن جامع، فتاة في الثامنة عشرة من عمرها فقط حين قررت الالتحاق بالمجاهدين في جبال مدينة القل بولاية سكيكدة، لتصبح رمزاً خالداً للتضحية والشجاعة الأنثوية في سبيل الوطن.
في حوار أكد عمار بورويس ل "الجمهورية" أن نوّارة مستوحاة من وقائع حقيقية، سمع تفاصيلها منذ طفولته من أفواه الأمهات والجدّات، ورافقته القصة طيلة حياته حتى نضجت في وجدانه وتحولت إلى رواية توثّق بطولة أنثى جزائرية آمنت بالحرية قبل أن تعرف معنى الخوف فهيا فتاة تركت بيتها وأبناءها ومكانتها الاجتماعية، لتلتحق بصفوف المجاهدين
وإلى جانب رواية نوّارة، كشف بورويس أنه أعدّ سيناريو لفيلم سينمائي مستوحى من القصة ذاتها، جاهز متمنياً أن يُجسّد على الشاشة قريباً، وأن يرى النور في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في إحدى دوراته القادمة
وفي ذات السياق صرح الكاتب أنه خلال الأيام الأخيرة، شارك في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر سيلا، حيث عرض روايته الجديدة في رواق دار النعمان، واستقبل عدداً كبيراً من القرّاء والمهتمين، ووقّع لهم نسخاً من العمل، متحدثاً عن علاقته بالقصة وبالسينما وبالتاريخ. وأشار إلى أنّ الإقبال كان واسعاً من مختلف الولايات وحتى من بعض الزوار الأجانب، مضيفاً أنه يعتزم القيام بجولة عبر عدة ولايات لتقديم الرواية وتوقيعها لجمهوره.
وفي حديثه عن مشاريعه المقبلة، كشف الكاتب أنه انتهى من تأليف روايته الثالثة التي تحمل عنواناً مؤقتاً الخامسة بعد الميلاد، والمتوقع صدورها العام المقبل، حيث يتناول من خلالها تحولات المجتمع الجزائري خلال العشرين سنة الماضية من خلال قصة شاب يغادر قريته الجبلية الصغيرة نحو العاصمة، لتصبح رحلته مرآة لتغيرات الجزائر الحديثة.
وللإشارة، فإن عمار بورويس هو صحفي جزائري محترف تجربة تفوق الثلاثين سنة في الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي، شغل خلالها مناصب عدة في التلفزيون العمومي الجزائري، كما عمل مذيعاً ومنتجاً ومقدماً لبرامج إذاعية وثقافية. بعد مسيرة حافلة بالعطاء الإعلامي، توجه إلى الأدب والكتابة الروائية، حيث أصدر روايته الأولى قبل ثلاث سنوات سردينيا، ليعود هذا العام ب "نوّارة" التي تعيد للذاكرة أصوات الحرائر الجزائريات في شهر نوفمبر، شهر الفخر والبطولة
أكتب تعليقك