متحف احمد زبانة : 20 فنانا يبدعون في معرض "الحروفية "

وهران
احتضن المتحف العمومي أحمد زبانة بوهران، ، معرض فني مميز بمناسبة اليوم العالمي للفن الإسلامي و اليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر، من خلال تنظيم معرض جماعي شارك فيه ما يقارب 20 فنانًا من عمالقة الخط العربي، يمثلون مختلف الأجيال من كبار الخطاطين والشباب المبدعين الذين وصل بعضهم إلى مشاركات دولية مرموقة. المعرض قدّم أعمالًا حروفية راقية تكشف ثراء الحرف العربي وجماليته، حيث تميزت اللوحات بالجمع بين الطابع الكلاسيكي واللمسات المعاصرة، ما يعكس مستوى التطور الذي بلغه فن الخط في الجزائر. وتضمّنت الفعالية أيضًا إلقاء محاضرة ثرية من طرف السيدة زهية بن عبد الله، أستاذة باحثة بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ بالجزائر العاصمة، بعنوان:"الغائيات الجمالية في سرديات كاليغرافية: ثورات حروفية". وقد تناولت الباحثة خلالها التحولات الجمالية التي عرفها الفن الحروفي ودوره في تجديد المشهد الفني العربي والإسلامي. وفي تصريحها حول هذه التظاهرة، أكدت نادية بلعادن، رئيسة قسم التنشيط البيداغوجي والاتصال بالمتحف العمومي أحمد زبانة أن هذا المعرض يجسّد رؤية المتحف في دعم الفنون العربية والإسلامية والتعريف بكنوز التراث غير المادي. جمعنا 19 خطاطًا من مختلف الأجيال لأن الهدف هو إبراز غنى المدرسة الجزائرية في فن الخط، وإظهار أنّ بلادنا تزخر بمبدعين كبار استطاعوا الوصول إلى مستويات دولية. وفي اليوم الثاني من التظاهرة، احتضن رواق الفنانين ورشة تطبيقية مميزة، عُرضت خلالها لوحة تُظهر جميع مراحل إنجاز العمل الحروفي منذ الخطوط الأولى وصولًا إلى التحفة الفنية النهائية. وقد سمحت هذه الورشة للزوار، خصوصًا الطلبة، بفهم مسار بناء العمل الحروفي خطوة بخطوة، وتقدير الجهد والدقة التي يتطلّبها هذا الفن. وقال أسامة كور، منظم المعرض، في حديثه عن هذه التظاهرة أن الهدف هو خلق مساحة يلتقي فيها الكبار بالشباب لتبادل التجارب وإحياء جماليات الخط العربي. الإقبال الكبير الذي شهدته المعروضات يؤكد أن الجمهور متعطش لهذه الفنون الأصيلة، ونأمل أن يتحوّل هذا الحدث إلى تقليد سنوي يتضمن دورات تكوينية وندوات ومحاضرات وورشات تطبيقية كما حرصنا على توثيق هذه التظاهرة في كتالوج خاص يتضمن السيرة الذاتية لكل فنان وأعماله المعروضة." وأضاف كور اسامة أنّ المتحف يسعى إلى أن يتحول هذا المعرض إلى موعد سنوي أو دوري، بالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي أبداه الجمهور منذ اليوم الأول. وأضاف أن مشاركة الخطاطين الشباب إلى جانب الأساتذة المتمرسين مكّنت الزوار من رؤية التنوع والأساليب المختلفة التي تميز المدرسة الجزائرية في فن الخط العربي. واختُتمت فعاليات الافتتاح بتوزيع شهادات ومجسمات تقديرية على الفنانين المشاركين، اعترافًا بإبداعهم ومساهمتهم في ترسيخ مكانة الخط العربي كأحد أهم مكونات الهوية الجمالية والحضارية الجزائرية.

يرجى كتابة : تعليقك