تنطلق الاثنين فعاليات الطبعة الأولى لأولمبياد المهن 2025، في حدث وطني بارز يجمع 550 متنافساً تأهّلوا إلى المرحلة الوطنية بعد منافسات محلية وجهوية استمرت طوال السنة، وشهدت مشاركة واسعة من مختلف ولايات الوطن. ويعد هذا الحدث محطة مهمة في مسار النهوض بالمهارات المهنية وترقية التكوين المتخصص في الجزائر.
وتضم المنافسة 6 مجالات مهنية كبرى هي: تكنولوجيات البناء والأشغال العمومية، تكنولوجيات الإعلام والاتصال، الخدمات، الفنون الإبداعية والأزياء، النقل واللوجستيك، وتشمل هذه المجالات 44 تخصصاً تغطي طيفاً واسعاً من المهن التي تشهد تطورات متسارعة على المستويين الوطني والدولي.
ولضمان نزاهة واحترافية التقييم، تم تشكيل لجنة تحكيم تضم أساتذة جامعيين ومختصين من قطاع التكوين والتعليم المهنيين، إضافة إلى مهنيين يمثلون القطاع الاقتصادي وخبراء دوليين في مجالات التخصص. وقد أوكلت لهذه اللجنة مهمة تقييم مشاريع وأعمال المتنافسين وفق مقاييس عالمية، مع التركيز على الجودة والابتكار والقدرة على حل المشكلات في سياقات مهنية واقعية مع توقع ان تستقطب هذه الطبعة ما يقارب 60 ألف زائر خلال خمسة أيام من المنافسات، في ظل تسخير 300 متطوّع وعدة لجان تقنية وإدارية لضمان تنظيم محكم وتجربة زائر مريحة ومتكاملة.
وستجرى مختلف المنافسات بـ المركز الدولي للمؤتمرات بوهران بعد حفل الافتتاح بمركب ميلود هدفي علما ان مركز الدولي للمؤتمرات تم تجهيزه وفق أعلى المعايير الدولية، مع إعداد ورشات العمل، وفضاءات التحكيم، ومخططات الأمن والسلامة، ومسارات مخصّصة للزوار تضمن انسيابية الحركة وسهولة الوصول إلى مختلف الفضاءات.
وتحمل هذه الدورة بُعداً دولياً واضحاً من خلال مشاركة وفود من دول شقيقة ومنظمات تعاون دولية، إضافة إلى حضور مؤسسات اقتصادية وتقنية ستعرض آخر الابتكارات وستسهم في توجيه الشباب نحو المهن الواعدة. وتؤكد وزارة التكوين والتعليم المهنيين أن هذا الحدث لا يُعد مجرد منافسة تقنية، بل يمثل مشروعاً استراتيجياً ضمن رؤية وطنية تهدف إلى تطوير الكفاءات، تعزيز قدرات الشباب، وربط التكوين بمتطلبات سوق العمل، وذلك بعد جهود متواصلة شملت تحديث البرامج والتخصصات وتأهيل المكوّنين واعتماد منظومات تقييم متطورة.وسيحظى المتوجون في هذه الطبعة بفرصة تمثيل الجزائر في الأولمبياد القاري والعالميى ، وهو ما يجعل أولمبياد المهن منصة حقيقية لاكتشاف المواهب وإعداد نخبة وطنية قادرة على المنافسة في المحافل الدولية، وفتح آفاق جديدة أمام الشباب الجزائري في مسارات مهنية حديثة ومتجددة.
الجدير بالذكر أن ولاية وهران أثبتت تفوقها بشكل لافت خلال التصفيات الجهوية لأولمبياد المهن، بعدما تمكن متربصوها من حصد 26 ميدالية مستحقة، توزعت على 10 ذهبيات، 9 فضيات، و7 برونزيات في عدة تخصصات تقنية ومهنية. وقد أكد مدير التكوين المهني للولاية أن هذه النتائج تعكس المستوى العالي للتكوين وجودة التأطير داخل مؤسسات القطاع، إضافة إلى الجهود المتواصلة التي يبذلها المؤطرون والمتربصون معاً، وكذا فعالية البرامج البيداغوجية المعتمدة في منظومة التكوين المهني بوهران.
وفي السياق ذاته، أوضح السيد عيمار أن تنظيم أولمبياد المهن يهدف قبل كل شيء إلى ترسيخ ثقافة التميز والاحترافية لدى الشباب، وتعزيز روح المنافسة الشريفة بينهم، بما يسمح باكتشاف الكفاءات الوطنية الواعدة في مختلف المجالات التقنية. كما اعتبر أن هذه التظاهرة تشكل فرصة لتحفيز الشباب على الإبداع والابتكار، في انسجام تام مع حاجيات الاقتصاد الوطني ومتطلبات سوق العمل الحديثة التي تشهد تطورات متسارعة.
وأضاف المتحدث أن هذه المنافسة الوطنية تمنح المشاركين بيئة عمل حقيقية لاختبار قدراتهم العملية في ظروف مماثلة تماماً لميادين العمل، وهو ما يسهم بشكل كبير في صقل مواهبهم وتعزيز جاهزيتهم المهنية. وأشار إلى أن ولاية وهران وفّرت جميع الشروط التنظيمية واللوجيستية لاستقبال ضيوفها من مختلف الولايات، سواء من حيث الإيواء، النقل، الأمن، التأطير أو تهيئة الفضاءات المخصصة للورشات، حرصاً منها على ضمان تنظيم ناجح لهذا الحدث الوطني المهم.
أكتب تعليقك