للوقاية من الاضرابات المعرفية : مستشفى سيدي الشحمي يفتح خلية فحص الذاكرة بشارع عدة بن عودة

للوقاية من الاضرابات المعرفية  :  مستشفى سيدي الشحمي   يفتح خلية فحص الذاكرة  بشارع عدة بن عودة
وهران
عرف قطاع الصحة بولاية وهران خطوة جديدة في مسار تحسين التكفل بالاضطرابات المعرفية، من خلال تفعيل خلية فحص الذاكرة على مستوى حي بلاطو، التابعة للمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية بسيدي الشحمي. هذه المبادرة تأتي في سياق توجه وطني يرمي إلى تقوية التشخيص المبكر والتقليل من تطور الأمراض التنكسية والتي تمس الاضرابات العصبية والتهاب المفاصل التي أصبحت ترتفع بوتيرة ملموسة خلال السنوات الأخيرة. أكد السيد قدور بن دحمة عبد الحفيظ، المدير العام للمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية بسيدي الشحمي أنّ فتح هذه الخلية يهدف إلى تقريب الفحص المتخصص من المواطن عبر توفير خدمة ذات جودة عالية مدعّمة بطاقم طبي متكامل. وأضاف أنّ المؤسسة تعمل على توسيع عروض التكفل من خلال استحداث جناح مخصص للعلاج المغناطيسي الكهربائي فور انتهاء الأشغال، في خطوة من شأنها تعزيز قدرات المستشفى في التكفل بالاضطرابات المعقدة التي تتطلب بروتوكولات علاجية دقيقة. وتعتمد خلية فحص الذاكرة مقاربة متعددة التخصصات تجمع بين أطباء الأمراض العقلية وأطباء الأعصاب والأخصائيين في علم النفس العصبي، ما يسمح بتشخيص دقيق مبنيّ على فحوصات معيارية تمتد على عدّة حصص. من جهتها، أوضحت رئيسة مصلحة الأمراض العقلية للكبار، الأستاذة بن حراث سمرة ، أنّ الخلية تسجّل معدل 30 فحصًا شهريًا، مع إدماج 80 مريضًا في برنامج المتابعة منذ مارس 2025، أغلبهم من النساء. وأكدت أنّ الهدف الأساس هو كشف الاضطرابات في مراحلها الأولى قبل الوصول إلى الانعكاسات السلوكية التي تُثقل كاهل المريض والمحيط العائلي على حد سواء. وأكدت الدكتورة بن حراث أن إنشاء خلية فحص الذاكرة جاء استجابة للحاجة الملحة للكشف المبكر عن الأمراض التنكسية متعددة الأشكال، والتي قد تصيب كبار السن وكذلك الأشخاص في مرحلة ما قبل الشيخوخة. وأوضحت بن حراس أن الفحص المبكر يلعب دورًا محوريًا في الوقاية من المضاعفات المعرفية والسلوكية، حيث يتم تقييم الوظائف المعرفية الأساسية للمرضى بما فيها الذاكرة، الانتباه، التركيز، والقدرة على اتخاذ القرارات، مع إجراء اختبارات دقيقة تُظهر أي تغيرات أولية قد لا يلاحظها المريض أو المحيط به. كما أكدت أن الهدف ليس التشخيص فقط، بل متابعة الحالات بشكل مستمر وتقديم التوجيه والإرشاد للأسر حول كيفية التعامل مع المريض وتهيئة بيئة داعمة لتقليل أي انعكاسات سلوكية سلبية قد تظهر لاحقًا كما شددت على أن هذا المشروع لا يقتصر على الجانب الطبي فقط، بل يشمل البعد التوعوي والتثقيفي، حيث يُستهدف رفع وعي المجتمع حول أهمية المراقبة المبكرة للوظائف الإدراكية، وربط النتائج العلمية بحياة المرضى اليومية، مما يعزز فرص التدخل الفعال قبل وصول الحالات إلى مراحل متقدمة من المرض. وفي السياق ذاته، قدّم الدكتور مولاي من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببوتليليس توضيحات هامة حول البعد العلمي للمبادرة، حيث شدّد على أنّ الخلية العصبية هي الوحدة الأساسية للوظائف المعرفية، وأن أي خلل غير مرئي في بدايته يمكن رصده فقط عبر الفحص المتخصص. وأضاف أنّ الكشف المبكر يظلّ أفضل وسيلة لتجنب التعقيدات السلوكية التي قد تظهر في المراحل المتقدمة، داعيًا المواطنين إلى التوجه للفحص عند ملاحظة أي تغيير يؤثر على الحياة اليومية ولو كان طفيفًا. يضيف أن خلية فحص الذاكرة تعتمد على بروتوكول تشخيصي يمتد إلى أربع حصص متكاملة تشمل اختبارات إدراكية، تقييمات نفسية، وفحوصات سريرية دقيقة، تسمح باكتشاف المؤشرات الأولى لتراجع الذاكرة وتوجيه المرضى نحو المتابعة المناسبة. وتستقبل الخلية المواطنين يوميًا من الثامنة صباحًا إلى الرابعة مساءً، ما يسهل على مختلف الفئات الوصول إلى الخدمة دون تعقيدات إدارية. وتُعد هذه المبادرة إضافة نوعية لمنظومة الصحة العقلية في وهران، إذ تجمع بين التشخيص المبكر، والمتابعة المتعددة التخصصات، والعمل التحسيسي الموجه للعائلات، في مسعى لتحسين جودة الحياة لدى المصابين بالاضطرابات المعرفية والحد من تقدمها.

يرجى كتابة : تعليقك