أكد يوم الثلاثاء بقسنطينة المشاركون في ملتقى دولي حول ''التمكين النسوي بين عالمية النصوص و خصوصية المجتمعات العربية'' على ضرورة مرافقة المرأة في مواجهة التحديات المعاصرة و المحافظة على مكانتها و المكاسب التي حققتها في ظل تشريعات المجتمعات العربية الإسلامية.
و خلال هذا الملتقى الدولي الذي تم تنظيمه بتقنية التحاضر المرئي عن بعد بمبادرة المخبر الدراسات القانونية التطبيقية التابع لكلية الحقوق لجامعة الإخوة منتوري قسنطينة-1, أبرز أساتذة محاضرون و باحثون مختصون في قانون الأسرة و المجتمع و كذا في الشريعة الإسلامية, ''ضرورة الاهتمام أكثر بشؤون المرأة و تمكينها من المشاركة في شتى المجالات, لاسيما الشأن التنموي الاقتصادي و ذلك, وفقا لقيم و مبادئ الدين الإسلامي الحنيف و التشريعات''.
و في مداخلة بعنوان ''الولاية العامة للمرأة'', اعتبر محمد جميل جبر, أستاذ بجامعة القاهرة بمصر, أن "المرأة لبنة أساسية في بناء الأسرة و المجتمع و الأوطان, لذا وجب تأطيرها ومرافقتها في تعزيز حقوقها و حمايتها من العنف و الإهانة و ذلك من أجل الاستفادة الفعلية من دورها في بث القيم التربوية و كذا من مساهمتها في إصلاح المجتمعات حتى لا تنساق وراء الشعارات الغربية التي لا تتماشى مع مبادئها و قيمها''.
من جهتها, اعتبرت منجية النفري السوايحي, أستاذة بجامعة الزيتونة بتونس, أن بنود اتفاقية سيداو الدولية (اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة) التي تدعو لحرية المرأة, أن هذه الاتفاقية جاءت باقتراحات " يمكن المصادقة عليها لتطابقها مع القيم العربية و الإسلامية".
و خلال تقديمه للكلمة الافتتاحية لهذا الملتقى, أوضح عميد كلية الحقوق بجامعة الإخوة منتوري, مولود قموح, أن الهدف من هذه التظاهرة هو تسليط الضوء على المجهودات الدولية المبذولة في سبيل تطوير دور المرأة في المجتمعات و مساهمتها في التنمية في مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية.
للإشارة, فإن هذا الملتقى الدولي الذي تم تنظيمه بمجمع تيجاني هدام بعنوان ''التمكين النسوي بين عالمية النصوص و خصوصية المجتمعات العربية", قد عرف مشاركة أساتذة وباحثين من الوطن و آخرين من فلسطين و تونس و المملكة العربية السعودية و مصر قدموا مداخلات حول المنظور الإسلامي في تمكين المرأة من خلال توليها لمناصب سياسية و اقتصادية و قيادية و كذا حماية المرأة من التمييز بين الخصوصية المجتمعية و الالتزامات الدولية و الأبعاد السوسيو-ثقافية لعمل المرأة بين التهميش و التمكين.
أكتب تعليقك