الصيف ، موسم التحواس والأعراس يصطاد فيه السائح الفرصة السانحة للاستمتاع بعطلته السنوية وتنتقي فيه العائلات المكان والزمان الذي يفتح لها باب الراحة النفسية ويُخلّصها من طاقاتها السلبية التي اكتسبتها على مدار شهور من الضغط والإرهاق ، ويهيئ لها الظروف المناسبة لقضاء عطلة بلا قلق .
الصيف ، قصة أخرى تكتبها العائلات وتعمل على احترام تسلسلها الزمني وتقسيم أجزائها حسب الأولوية وحسب ما يتفق عليه أفرادها ، خاصة إذا كانت مع موعد عائلي هام تزُف فيه ابنتها إلى بيتها الجديد وتتقيد فيه ببرنامج خاص يتسع لكل الخطوات والمراحل التي تفرضها المناسبة .
وان تعددت الوجهات فإن المصطاف سيحط الرحال حتما عند محطتين اثنتين لا ثالث لهما وهما العطلة وحفلات الزواج ، و نختار نحن هنا و بدورنا في ركن لمسة صيف بالذات المحطة الثانية التي تفرض شروطا تعجيزية وتكبل أسرة العروسان بمصاريف ثقيلة تكون أثقل من المناسبة التي ترتسم حدودها على بعد بضع أمتار بين موكب العروس الذي يجوب المدينة وسهرة الصالة التي لا تتعدى ال 6 ساعات ، وفي اليوم الموالي تطوى الصفحة وتفتح صفحة جديدة وينتهي الحلم الجميل .
وقبل أن يستفيق الجميع من فرحة العرس لا بأس أن نأخذ ورقة وقلم ونسجل نفقات السهرة والصالة التي تتعدى ال 100 مليون سنتيم يدفعها العريس ، أو يتقاسم أعبائها الطرفان دون احتساب جهاز العروس وتصديرة الصالة ومصاريف أخرى كتصفيف الشعر و التجميل التي تفوق تلك القيمة بكثير .
والاسوء من هذا وأمام كل هذه التكاليف التي تصل حد الاستدانة لا تُعمر الحياة الزوجية الجديدة طويلا ، فسرعان ما يصطدم الزوجان بالواقع الذي يجمع بين مسؤولية إدارة أسرة وواجبات الزوجة تجاه أهل زوجها وبين مطالبها التي لا تتوقف ، فينفجر بركان الغضب ويهرب كل واحد منهما نحو وجهة مغايرة ليختبئ فيها بدلا من حل المشكل بكل موضوعية ويختار البقية التفرج عوض مساعدة الزوج في الصمود واجتياز أصعب عقبة في مسارهما و تتوقف القصة للأسف عند أروقة العدالة.
