التنقيب عن المياه الجوفية بأغصان الزيتون تقنية تقليدية متواصلة منذ قرون بالبيض

التنقيب عن المياه الجوفية بأغصان الزيتون تقنية تقليدية متواصلة منذ قرون بالبيض
صيفيات
لا يزال الكثير من الفلاحين والمزارعين بمناطق عدة بولاية البيض يعتمدون في حفر آبار السقي بالأراضي الفلاحية والزراعية والحقول منذ القدم على وسائل وأدوات تقليدية بدائية ، كاستعمالهم لأغصان أشجار الزيتون أو السلاسل الحديدية وغيرها بالرغم من تطور العلم في هذا الاختصاص .. وهذه العملية الخاصة بالكشف والتنقيب عن المياه الجوفية لتحديد مصادر المياه الباطنية تسبق عملية حفر أي بئر أو لمعرفة مخبأ المياه المتدفقة في أعماق الأرض، حيث يقصد الفلاحون أشخاصا لهم مواهب وطرق ورثوها عن أجدادهم وآبائهم في معرفة مستوى المياه ووفرتها الباطنية حسب معتقداتهم، وعندما يقبلون على حفر أي بئر بالمناطق الفلاحية بعد حصولهم على ترخيص بعملية الحفر ، يحضرون مختصا في هذا المجال بوسائله التقليدية، والذي يبدأ عمل الكشف والتنقيب عبر حمل غصن من شجر الزيتون على شكل زاوية حادة ويمسكه من الجهتين بيديه ويمشي عبر معظم الاتجاهات في مكان تحديد حفر البئر، وحين يحس بوجود المياه الباطنية يقوم الغصن بالدوران حسب قوة المياه، وفي بعض الأحيان يدور الغصن بقوة ولا يستطيع ماسك الغصن ايقافه في أماكن وجود المياه، وكذلك عندما لا توجد المياه في أي مكان لا يدور الغصن. ولقد أعطت هذه الطريقة التقليدية نتائج مشجعة،وظل الكثير من السكان عبر التاريخ يعتمدون على هذه الموهبة في ظل نقص التقنيات العلمية، والتي تعتبر بالنسبة إليهم مكلفة، بل الأكثرية من المواطنين يستعينون بهذه القدرات الخارقة باستخدام وسائل بسيطة جداً، فتراهم يمشون في الحقول حاملين في أيديهم عصاً، ليستدلُّون على مكان المياه الجوفية، مما يثير الدهشة والاستغراب، وللأسف لم نجد تفسيرا علميا لهذه الظاهرة في ظل غياب أهل الإختصاص بالمنطقة، وللتذكير فإن الكثير من المواطنين لا يعرفون المنهج العلمي في هذا الشأن، لكن رغم ذلك عرفت موهبة التنقيب التقليدية اهتماما كبيرا في أوساط السكان بالجهة ولا يزالون يلجأون إليها في الكثير من المناسبات ، ويكثر عليها الطلب خلال فصل الصيف في البوادي والصحاري البعيدة .

يرجى كتابة : تعليقك