في أول يوم من سنة 2024 طلّقت شوارع وهران الحركة والحيوية واستقبلت عامها الجديد في هدوء غير عادٍ وخلود غير مسبوق لعطلة مدفوعة الأجر احتفالا بالمناسبة، وفضلت المدينة المتوسطية أن تفتح صفحتها الجديدة وتغلق نافدة 2023 في أجواء عادية لا تخرج عن المألوف مثلها مثل أيام نهاية الأسبوع.
لم تلبس الباهية وهران في صبيحة اليوم الاثنين الفاتح جانفي ثوب النشاط والانتعاش التجاري، وارتأت أن يكون الحدث فرصة لتعليق الممارسات التجارية ليوم واحد بأغلب المحلات المتخصصة في بيع الملابس الجاهزة والتأثيث والأجهزة الكهربائية وغيرها ممن أوصدت أبوابها وحجزت تذكرة إسدال الستار الاستثنائي عن مهمة عرض الخدمات على زبائنها وزوارها لعدة ساعات .
حركة بطيئة بطرقات وهران ميزت السنة الجديدة في فصلها الأول فغابت بشكل ملفت للانتباه الأرقام التسلسلية للمركبات القادمة من الولايات المجاورة التي ظلت تكبت الأنفاس منذ حلول العطلة المدرسية وتوقف صوت أبواق السيارات النفعية بسبب الشلل المروري الذي أرهق السائقون طيلة الفترة السابقة، وتراجع نشاط النقل الرابط بين مختلف الخطوط الحضرية بالمدينة، واكتفت الأقلية منه بنظام أدنى خدمة، حتى يضمن مهمة نقل الركاب ولو بنسبة محدودة.
لقد طغت ملامح الهدوء والسكينة على مختلف الأحياء والشوارع الرئيسية والساحات العمومية في هذا اليوم بالذات، وارتأت أن يكون أول عدد للسنة الجديدة مخصصا للزوار الذين اختاروا الأسدين مكانا لهم لالتقاط صورا تذكارية عن الولاية المضيافة وبقلب المدينة ، باعتباره نقطة التقاء الضيوف والمسار الذي يعبُره كل سائح مار من وهران، وإن كانت هذه الأخيرة قد فقدت وبشكل ظرفي في هذه الأثناء معادلة الانتعاش وخصوصية الحركة الدائمة على مدار ساعات اليوم .
أما الأسواق اليومية للخضر والفواكه فقد كسرت هذه القاعدة نوعا ما وعرضت بضاعتها على زبائنها منذ الصبيحة وأسقطت من قاموس معاملاتها كل أنواع التراجع والتباطؤ، وراحت تُزين محلاتها وطاولاتها بأصناف وألوان متباينة من المواد الموسمية وغير الموسمية تستقطب المتسوق وتدفعه بدون تردد لاقتناء البضاعة التي يحتاجها في عطلته المدفوعة الأجر إصرارا منها على مواصلة عملها وتغطية احتياجات المدينة اليومية وبالكميات المطلوبة .
