الدكتور المجاهد أحمد فرانسيس ..... ابن مدينة غليزان رمز للنضال الوطني الجزائري

الدكتور المجاهد أحمد فرانسيس ..... ابن مدينة غليزان  رمز للنضال الوطني الجزائري
مجتمع
في قلب الحركة الوطنية الجزائرية، ظهرت شخصيات استثنائية تركت بصماتها على صفحات التاريخ، من بينها الدكتور أحمد فرانسيس الذي لم يكن مجرد اسم في سجلات الحركة الوطنية الجزائرية، بل كان رمزًا للنضال والعبقرية المالية. هو ابن مدينة غليزان، فرانسيس الذي ارتبط اسمه بصراف نقود فرنسا الاستعمارية، حمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن قضية وطنه منذ مشاركته في المجلس الجزائري كنائب عام 1948، بحنكة ومهارة، تصدى للملفات المالية، وكشف استحواذ المعمرين على أموال الجزائريين، مما جعله شخصية بارزة في الحركة الوطنية، لم يقتصر نشاطه على الجزائر فحسب، بل امتد ليشمل العالم أجمع، حيث جاب الصين، الاتحاد السوفياتي، البلاد الأوروبية، ودول الخليج، بحثًا عن الدعم المالي للقضية الجزائرية. وفي 19 سبتمبر 1958، مع تأسيس الحكومة المؤقتة الجزائرية، تمّ تعيينه وزيرًا للمالية والشؤون الاقتصادية، حيث أظهر عبقريته في تشكيل ميزانية حربية فعلية لتحرير الجزائر بعد الاستقلال، تولى فرانسيس منصب وزير المالية في حكومة الجزائر المستقلة، وكان له دور قيادي في إقرار الدينار الجزائري وتأسيس بنك الجزائر، ومع ذلك، يُلاحظ اليوم أن هذه الشخصية مغيبة. وفي هذا السياق تقول الدكتورة ليلى بلقاسم، رئيسة قسم التاريخ بجامعة غليزان: "يعتبر شخصية دبلوماسية في إطار الحكومة المؤقتة والدفاع عن ثوابت الأمة الجزائرية والسيادة الوطنية، وكذلك الوحدة الترابية من خلال النقاط التي عالجها في فترة الحرب الديبلوماسية مع الطرف الفرنسي، والتي توجت باتفاقية ايفيان، فهذه الشخصية لم تنته سنة 1962 ، بل كان لها كذلك دور قيادي في جزائر ما بعد الاستقلال خاصة في الجانب المالي كوزير للمالية وكذلك في إقرار الدينار الجزائري وتأسيس بنك الجزائر". وأشارت الدكتورة بلقاسم إلى أن المجاهد أحمد فرانسيس كان مسلمًا، وقد تم دفنه وفقًا للطريقة الإسلامية في مقبرة "سيدي عبد القادر" بمدينة غليزان، وقد أمّ جنازته الشيخ المهاجي من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مما يؤكد على انتمائه الديني وتقدير المجتمع له كمسلم" وأضافت المتحدثة "نحن كنخبة أكاديمية نقدم للطلبة الجامعيين العديد من الوثائق لإنجاز البحوث حول هذه الشخصية ،ونتمنى من الدولة الجزائرية أن تسمي عددا من الهيئات العلمية والثقافية بمدينة غليزان باسمه، وأن تحظى بالمقام التي يليق بها".ومن جهته، كشف الأستاذ الباحث في التاريخ المحلي، غرتيل محمد قائلا : "الدكتور فرانسيس بيته لا يزال متواجد وسط مدينة غليزان ، وقد طرقنا أبوابه، لكن للأسف الشديد العائلة غير موجودة، فهي تقيم حاليًا بسويسرا، وقد تواصلنا معهم لأجل أن يحول هذا البيت العائلي إلى متحف خاص بمقتنيات المجاهد الكبير "أحمد فرانسيس"، الذي برع في الديبلوماسية والطب والسياسة، وبرع أيضًا في الوزارة بأول حكومة مستقلة في تاريخ الجزائر، و تبقى هذه الشخصية مثالًا يحتذى به في النضال والتفاني من أجل الوطن، ومن الضروري أن تُسلط الأضواء على إنجازاته وتُحتفى به كأحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في تحرير الجزائر وبناء دولتها الحديثة، حتى يدرك أبناء الجيل الحالي أنه ولد من رحم ولاية غليزان وساهم في الحركة الوطنية و أعطى للجزائر مكانتها بين دول العالم، وأيضا من خلال الندوات والملتقيات التي تعكف عليها جامعة غليزان، والكثير من الهيئات التي تهدف إلى إطلاق اسمه على عدة صروح، سواء علمية أو ثقافية على مستوى ولاية غليزان حتى نوفيه حقه ولو بالقسط القليل "

يرجى كتابة : تعليقك