بين الأجواء الايمانية والتقاليد الثقافية امتجزت فرحة النحر صبيحة اليوم وصنعت اجواء العيد و احيت عادات متوارثة لا تزال للعائلات الوهرانية تنمسك بها وتحرص على احترام جميع خطواتها الى يومنا هذا .
وبين كوكتيل متجانس من طقوس متوارثة أبا عن جد وامتداد لموروث اسلامي متجذر و مظاهر التكافل الاجتماعي شرع ارباب العائلات مباشرة بعد صلاة العيد ومنذ الساعة الثامنة صباحا في نحر الأضحية في حضور الابناء لتقديم يد المساعدة واتمام العملية في ظروف صحية ووقائية خاصة تعجل من المهمة العائلية وتسرع من عملية السلخ .
وان إختلفت الظروف والامكنة في هذه المناسبة الدينية الا ان صور النحر وفرحة العيد الكبير اشتركت فيها كل العائلات وتقاسمت معها مظاهر التعاون ونكهة الهمة والنشاط بكل بيت تطرق بابه اليوم، املا في ان يجمع العيد كل فئات المجتمع على اطباق الفرحة والتضامن.
ابتدأت العائلات يومها بتجسيد سنتنا الحميدة وتباينت هذه المظاهر بين خيارات متعددة صورتها عمليات النحر بالاحياء الشعبية و المساكن والمسالخ التي اصبحت البديل هذه الايام لدى الكثير من الأسر هروبا من مشقة الذبح والبحث عن المكان والشخص المناسبين، لاسيما بالنسبة لقاطني الشقق .
بالمقابل تحتفظ فئة ثالثة بعادات الاجداد وتعتبرها فأل خير على الجميع وامتداد لجسر متين من المحبة والتواصل لاحياء العيدية بالدار الكبيرة ،البيت العائلي أين يجتمع الاخوة والابناء في الحوش يتقاسمون فيه الاعباء بين النحر والسلخ و التشواط و التنظيف .
اما الكنة فمهمتها هنا محدودة بين تحضير الملفوف وغسل الدوارة والاسراع في تحضير وجبة الغذاء ، وبينما الجميع منهمكون في اتمام عملهم يفوح عطر العيد الكبير الممزوج بالتعب ورائحة الفحم ودخان التشواط وما هي سوى ساعة ونصف من الزمن حتى يتنهي عمر المرحلة الاولى ويجتمع أفراد العائلة حول مائدة الملفوف والشاي وسط حديث تنشطه الجدة ويتابدله ابنائها .
وما يصنع يوميات العائلات اللمة المميزة التي تتكرر في المناسبات الدينية والاعياد رغم التحولات التكنولوجية ،لمة خاصة تجوب في كل ركن من اركان البيت العائلي من الصبيحة الى غاية المساء بين اطباق العيد ووجبة الكسكس بالبكبوكة أوالدوارة وسلطة الخس والمشروبات الغازية بشكل مختلف تماما عن مائدة عيد الصغير تزينها فرحة الاطفال وحركاتهم المتواصلة من مكان لآخر تعبيرا عن سعادتهم وسفود الملفوف لا يفارقهم .
