مع حلول شهر شعبان تقبل الكثير من العائلات على مستوى مناطق ولاية البيض في وقت مبكر على اقتناء مستلزمات مائدة رمضان منها التوابل لاسيما "التشيشة " هي مسحوق الشعير بعد طحنه وغربلته وتستخلص منه هاته المادة المطلوبة الضرورية في تحضير طبق "الحريرة " الذي تحضر له ربات البيوت كل متطلباته حسب طريقتهن التقليدية محافظة على عادات وتقاليد وتراث الأباء والأجداد المتواصلة منذ قرون خلت ونظرا لقلة المحاصيل الزراعية المحلية نتيجة الجفاف المستمر منذ اكثر من عقدين من الزمن حسب مختصين تقبل الكثير من النسوة بشرائها من المحلات التجارية والأسواق الشعبية وتقول احدى ربات البيوت بان شراء "التشيشة " تكون اقل جودة ونوعية عن التي تحضر في البيت علما ان العائلات كانت في السابق تخزن كمية من الشعير المحصود محليا بالأراضي الفلاحية بمناطق الولاية ويتم طحنه واستخلاص ما تحتاجه كل عائلة من هذه المادة طيلة السنة تقريبا لاسيما خلال شهر رمضان الذي يتميز بالأطباق التقليدية حفاظا على شهية الصائمين على غرار طبق "الحريرة" الذي يقبل عليه الصائمون بكثرة وحتى في الايام العادية وهي من الاطباق الاكثر شهرة لتزين الموائد وتقدم للضيوف على غرار طبق الكسكس المحضر بلحوم الخرفان والمشوي، المسفوف، الرفيس وغيرها وأضافت محدثتنا بان عند تحضير طبق "الحريرة" لا يقتصر على "التشيشة" والتوابل المعروفة من المستلزمات بل تأتي "عشبة "معروفة محليا في الأوساط الشعبية ب "القرطوفة " ذوقها حار تنمو وتنتشر سنويا في أعقاب تساقط الأمطار بالمراعي البعيدة حيث تباع هذه الأيام بثمن أكثر من 900 دج للكلوغرام الواحد هي الأخرى أصبحت صعبة المنال نتيجة اختفاء مساحات هامة من النباتات بسبب شح السماء واضافت محدثتنا بان "القطوفة" لها أهمية كبيرة في تحضير هذا الطبق الشعبي الرائد بامتياز و"التشيشة" هذا العام تعرض بالمحلات بأثمان خيالية مقارنة بالسنوات الماضية .ونشير بأن المحلات والأسواق تعرف انتعاشا في بيع التوابل والضروريات لاستقبال شهر الرحمة.
