في هذا الإطار، الحدث وقعت سوناطراك مذكرة تفاهم ثلاثية مع الشركة الأمريكية هيكاتي إينيرجي غلوبال رينيوبالز، وشركة توسيالي آيرون ستيل إينداستري الجزائر، بهدف إطلاق مشروع مدمج لإنتاج الهيدروجين الأخضر انطلاقاً من الطاقات المتجددة، لتلبية احتياجات صناعة “الصلب الأخضر” في الجزائر.
وينقسم هذا المشروع الطموح إلى مرحلتين أساسيتين: حيث ستُخصَّص المرحلة الأولى لدراسات الجدوى لتقييم الجوانب التقنية والاقتصادية والبيئية للمشروع، فيما تتعلق المرحلة الثانية بتطوير المشروع فعليًا، بما يتيح إنتاج الهيدروجين الأخضر كبديل نظيف وفعّال عن مصادر الطاقة التقليدية في مجال الصناعات الثقيلة. ويستند هذا التعاون إلى نتائج دراسات سابقة أُنجزت في إطار بروتوكولات تفاهم وُقعت مع الشركتين المعنيتين في 2024، والتي ركزت على إمكانيات إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر داخل الجزائر.
وفي خطوة أخرى تعكس التزام سوناطراك بتعزيز التكوين والتعاون جنوب-جنوب، تم توقيع اتفاقية تعاون أكاديمي بين المعهد الجزائري للبترول التابع لسوناطراك، والشركة الكنغولية SNPC، بهدف تكوين عشرين طالبًا كنغوليًا في اختصاصات المحروقات على مستوى جامعة بومرداس. وسيشمل هذا البرنامج تكوينًا أكاديميًا معمقًا، إلى جانب تربصات تطبيقية داخل وحدات سوناطراك الصناعية تحت إشراف المعهد الجزائري للبترول.
وتأتي هذه الاتفاقية ثمرة سلسلة من اللقاءات الرسمية التي جمعت ممثلي سوناطراك والوزارات الجزائرية المعنية بالطاقة والتعليم العالي مع مسؤولي شركة SNPC، استجابةً لطلب تعاون تقدمت به الشركة الكونغولية في إطار تطوير مواردها البشرية.
كما تم على هامش هذه الفعاليات توقيع عقد تنفيذي بين المعهد الجزائري للبترول وجامعة بومرداس، يسمح بتسهيل الإجراءات الإدارية والتحاق المهندسين الكنغوليين بالجامعة، في إطار اتفاق-إطار سابق موقّع بين سوناطراك والجامعة، يعزز دور المعهد كحلقة وصل لتكوين مهندسين متخصصين في قطاع المحروقات.
وفي السياق نفسه، تم الإعلان عن اتفاقية تعاون جديدة بين المديرية المركزية للبحث والتطوير لسوناطراك وشركة صوميز، تتعلق بتعميم استخدام حل تقني مبتكر لحماية أنابيب النفط من التآكل. ويُعد هذا الابتكار ثمرة جهود بحثية مشتركة، تهدف إلى رفع كفاءة أداء البنية التحتية وتقليل الخسائر التقنية، بما يتماشى مع متطلبات الاستدامة والابتكار الصناعي.
تشكل هذه الاتفاقيات المتعددة خطوة نوعية في مسار سوناطراك نحو تعزيز شراكاتها الدولية، وتأكيد دورها كمحرك رئيسي للابتكار والتعاون في مجال الطاقة، سواء على الصعيد البيئي أو الأكاديمي أو التكنولوجي، بما يعكس رؤية استراتيجية شاملة تجمع بين الاقتصاد الأخضر وتطوير القدرات البشرية.
