شهدت جامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران، اليوم، افتتاح فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولتية وسط حضور وازن من الأساتذة والباحثين والطلبة والشركاء الاقتصاديين، في أجواء تعكس التزام الجامعة بتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، تحت شعار "مَعًا نَبني". جاءت هذه التظاهرة التي تُنظم سنويًا عبر مختلف دول العالم، لتفتح آفاقًا واسعة أمام الشباب الجامعي، وتمنحهم فرصة الاحتكاك برواد الأعمال والخبراء، والاطلاع على تجارب حقيقية في عالم المقاولاتية، بما يعزز قدراتهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع مبتكرة وفعّالة. في كلمته الافتتاحية، أكد البروفيسور أحمد حمو مدير جامعة العلوم والتكنولوجيا أنّ العالم يعيش اليوم تحولات متسارعة في مجالات الانتقال الطاقوي، والرقمنة، والسيادة التكنولوجية، وهو ما يفرض على الجامعات دورًا محوريًا في إعداد جيل قادر على الابتكار، ومتمكن من أدوات الاقتصاد الجديد. وأوضح المتحدث أنّ الجامعة وضعت الابتكار وريادة الأعمال في صلب مشروعها البيداغوجي، من خلال تعزيز التكوين التطبيقي، وإشراك الطلبة في ورشات ومشاريع واقعية، وتفعيل الهياكل الداعمة على غرار حاضنة الأعمال، مركز تطوير المهارات والابتكار، ودار الذكاء الاصطناعي. يتضمن الأسبوع برنامجًا مكثفًا من المحاضرات، الورشات التطبيقية، لقاءات تشبيك الأعمال، مسابقات المشاريع الناشئة، وتكوينات موجّهة للطلبة في مجالات عرض المشاريع، التخطيط الاستراتيجي، والابتكار الرقمي. كما سيستفيد الطلبة من جلسات توجيه يؤطرها رجال أعمال وخبراء وطنيون، يقدمون من خلالها تجاربهم ومسارات نجاحهم، إلى جانب مسابقات تشجع على روح المنافسة والإبداع. وفي هذا السياق، قدّم الأستاذ نصر الدين صياد، مدير مركز التطوير المقاولاتي بجامعة وهران للعلوم والتكنولوجيا "محمد بوضياف"، عرضًا شاملاً حول حصيلة النشاطات المقاولاتية بالجامعة خلال الموسم الدراسي، مؤكدًا أنّ شارع الأحناف يشهد المرحلة النهائية لهذا الموسم. وأوضح المتحدث أنّ الفريق بصدد استكمال سلسلة الأعمال إلى غاية 30 ديسمبر، حيث من المتوقع تحقيق حصيلة مهمة تتضمن ما يقارب 35 شهادة في مجال الإبداع والابتكار بالإضافة الى 15 قائد ابتكار في مواضيع بحثية وتطبيقية جديدة. كما شهدت السنة تسجيل 35 حماية فكرية ورسومات تقنية. و كذا مرافقة 5 شركات ناشئة مواطِنة داخل الحاضنة الجامعية. ناهيك عن تأهيل 34 مشروع مؤسسة مصغّرة للمشاركة في مسابقات التمويل، من بينها مشاريع مرشّحة لبرامج وكالة "ناسا". وأشار إلى أنّ هذه الحصيلة تبقى مؤقتة، في انتظار الإعلان عن الحصيلة النهائية نهاية شهر ديسمبر، والتي يتوقع أن تكون أكثر ثراءً وفعالية. وأضاف الأستاذ صياد أنّ الجامعة توفر بيئة مميزة للابتكار، من خلال واجهات متعددة تشمل مركز تطوير المقاولاتية والتكنولوجيا والابتكار، ودار الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الإضافة الجديدة المتمثلة في الشركة الفرعية التي تأسست خلال الدخول الجامعي الجاري، والتي ستعزز بشكل أكبر فعالية المنظومة المقاولاتية داخل الجامعة. بإطلاق الأسبوع العالمي للمقاولاتية، تؤكد جامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران التزامها بخلق بيئة محفزة على الإبداع، وترسيخ ثقافة المبادرة لدى الطلبة، وإعداد جيل من المهندسين والباحثين القادرين على تحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية، تساهم في بناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة والابتكار.