الذكرى الـ 65 لإعدام شهداء المقصلة الـ 5 بوهران

بوعشرية، يخلف، بن طيبة، كبدائي، فوال ... عظماء لا يموتون

بوعشرية، يخلف، بن طيبة، كبدائي، فوال ... عظماء لا يموتون
ثقافة
تمر اليوم الذكرى الـ 65 لإعدام شهداء المقصلة الـ 5 بوهران و هم بوعشرية أحمد، سيدي يخلف يخلف، بن طيبة محمد ، كبداني الميلود، فوال بن أعمر الذين نفذ فيهم حكم الإعدام في نفس الساعة و هذا بتاريخ 7 فيفري 1957 . حسب شهادة المجاهد قدور بن عياد المكلف بالتنظيم الأمين الوطني المكلف بالتنظيم في الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام 54/62 مكتب وهران، فإن الشهداء الخمسة كانوا ينشطون في منطقة الغزوات و ندرومة ، كانوا من بين المجاهدين الذين كانوا في انتظار أن ترسو باخرة "أتوس" المصرية التي كانت محملة بالأسلحة، وقد هاجموا الشهداء الخمسة على ثكنات الاستعمار لإحداث البلبلة في أوساطهم و قتلوا بعض عساكرها الفرنسيين، لكن للأسف قبض عليهم و لهذا حكم عليهم من قبل المحكمة العسكرية و تم نقلهم فيما بعد إلى سجن وهران ليتم تنفيذ حكم الإعدام فيهم على الساعة الرابعة صباحا يوم 7 فيفري سنة 1957 و تم أخذهم في خمسة و قطعوا لهم رؤوسهم الواحد بعد الآخر و كنت برفقة المحكومين عليهم بالإعدام و قمنا بالتكبير وكانوا هم كذلك يكبرون باسم الله و استشهدوا بكل شجاعة أمام الجلاد .واليوم نتذكر سيرتهم العطرة ولا يمكن نسيانهم أبدا ونحن كجمعية لمحكم عليهم بالإعدام نستذكر كل هذه المناسبات التاريخية مثل أحمد زبانة، شريط، سليماني، وكمعلومة فلقد بلغ عدد المجاهدين الذين حكم عليهم بالإعدام في سجن وهران 56 شهيدا ،وتحاول الجمعية الوطنية اليوم مواصلة عملها بالدّفاع عن هذه الفئة وعن ذاكرة شهدائنا الأبرار . قرصنة سفينة" أتوس" من قبل الفرنسيين تعرضت سفينة " أتوس" للقرصنة من قبل الغزاة الفرنسيين يوم 11 أكتوبر 1956 التي كانت تهدف إلى فتح جبهة عريضة في الناحية الغربية من الوطن و التي كان من الممكن لو قدر لها النجاح ان تغير مجرى الأحداث وعند إعلان الفشل بالدهشة رجال فرقة جبهة التحرير الوطني الذين كلفوا بالإشراف على أفراغ الحمولة، وبسبب فشل المهمة القي على كل من الشهداء بوعشرية أحمد، سيدي يخلف يخلف، بن طيبة محمد ، كبداني الميلود، فوال بن أعمر الذين كانوا ضمن المجموعة التي تستقبل الحمولة من السلاح . فيما يخص سفينة " أتوس " المصرية يقول عنها الدكتور سمير ناصري أستاذ التاريخ :" لقد كانت سفينة " أتوس " المصرية قادمة من مصر محملة بالأسلحة لصالح الثورة الجزائرية وكان على متناها طاقم مصري، ولم يكن غريب بها سوى بحار من أصل روماني يعمل على السفينة كفني في الماكينات، وكان الوحيد الذي بقي على السفينة بعد شرائها من لبنان وظلت تحمل بعد بيعها الجنسية الإنجليزية كنوع من التمويه، ولم يكن هذا الروماني يعلم بنوع وحقيقة المهمة الموكلة إليهم لكنه انتابه الذعر فيما بعد حينما وجد نفسه وسط عملية تهريب سرية للسلاح إلى الجزائر المستعمرة الفرنسية، وبدا عليه الانهيار الكامل، لكنه عاد إلى الهدوء بعد أن حصل على وعد بمنحه مبلغا كبيرا من المال بعد إتمام نقل الشحنة إلى الثوار الجزائريين في مكان الإنزال المتفق عليه، إضافة إلى أن رفع العلم البريطاني على ظهر السفينة لن يعرضها للتفتيش من السفن الحربية الفرنسية التي تجوب الساحل الجزائري .وهكذا مرت الأيام الثلاثة الأولى بسلام فلم تتعرض السفينة إلى أية متاعب، وكانت المجموعة الجزائرية تلتزم الصمت ويقضون معظم الوقت في مراجعة الخرائط والاطمئنان على صناديق السلاح، وفي اليوم الرابع حدث عطل في غرفة الماكينات واضطر القبطان إلى اللجوء إلى أقرب ميناء في جزيرة صقلية لإصلاحها وظلت هناك يومين . كان ممنوع مغادرة السفينة حتى يتم إصلاح العطب، والوحيد الذي غادرها هو البحار الروماني الذي كان يعود ورائحة الخمر تفوح من فمه.وبعد إصلاح الماكينات في السفينة أخذت طريقها إلى الساحل الجزائري على أن تكون تمام اليوم الـ 14 من الشهر في المكان المحدد لها، وكانت قيادة القوات البحرية تستقبل إشارات لاسلكية من السفينة لتقوم بتحويلها إلى المخابرات العامة في القاهرة والتي كانت على اتصال بقيادة الثوار الجزائريين في داخل الجزائر مع التنسيق معهم استعدادا لتسليم الشحنة برفقة المجموعة الجزائرية،وكانت خطة إنزال السلاح في ذات الليلة، حيث يتم تبادل الإشارات الضوئية مع الرجال المنتظرين على الشاطئ الجزائري في المنطقة الغربية رغم أن أمواج البحر كانت عالية وظلت السفينة تقترب رويدا حتى لاحت من بعيد على الشاطئ الإشارات الضوئية المرسلة من رجال الثورة الجزائرية، وبدأت المجموعة الجزائرية في النزول إلى الشاطئ أولا كمقدمة للاستكشاف وتأمين الطريق بواسطة القوارب المطاطية، وما أن وصلت المجموعة إلى الشاطئ حتى كانت المفاجأة بوجود العسكر الفرنسي. ووجدت السفينة أتوس نفسها في خليج كاب داجوا قد وقعت في كمين عندما أحيطت بعدد من اللنشات المساحة الفرنسية إضافة إلى طراد كبير كان يقف في عرض البحر وبدأت الإشارات اللاسلكية والضوئية تطلب التسليم من القبطان المصري الذي رفض وسارع حسب الخطة الموضوعة بإنزال الطاقم المصري كله إلى قارب مطاط في البحر كان آخر المغادرين بعد أن أشعل النيران في داخل السفينة قرب مخازن الذخيرة كي تنفجر ولا تقع في يد البحرية الفرنسية . لكن تم القبض عليهم جميعا وكان السبب أن البحار الروماني كشف السر وهو مخمورا لأحد عناصر المخابرات الفرنسية المتواجدة في صقلية التي سارعت بنقلها إلى المستويات عليا بالمخابرات الفرنسية وتم إعداد الكمين للسفينة المصرية (أتوس)، لكن خلال 5 شهور كانت أجهزة المخابرات التابعة للثورة الجزائرية تراقب السجن المعتقل فيه طاقم السفينة المصري وتمد الحكومة المصرية بكل المعلومات عن هذا السجن وهكذا تم وضع خطة تقوم بها قوات كومندوز مصرية بالتعاون مع ثوار الجزائر للهجوم على السجن وتحرير المعتقلين وتهريبهم إلى ليبيا ومنها إلى مصر ليسقط في العملية شهيد جزائري . سجن وهران أعدم فيه 56 شهيدا في حين أكد الدكتور المجاهد سيد أحمد بلبوري أستاذ في التاريخ أنه تم إعدام في سجن وهران 56 شهيدا وحكمت فرنسا الاستعمارية على 2010 مجاهد بالإعدام بالمقصلة ونفذت 214 حكم، وقد كان الشهيدان أحمد زبانة وعبد القادر فراج، أوائل الشهداء الذين أعدموا بهذه الطريقة الوحشية، التي يندى لها جبين الإنسانية، ودونت أسماؤهم في قائمة الخالدين ، مضيفا أن عويسي محمد كان آخر شهيد أعدم في 25 أوت 1958، مشيرا إلى أن حكم الإعدام نفذ ما بين 1956 و 1958. وفيما يتعلق بتنفيذ حكم الإعدام بالمقصلة قال بلبوري أن المحاكم الفرنسية آنذاك كانت ترفض إصدار هذا الحكم على المجاهدين لأن قضاياهم سياسية وبالتالي كانت ترى أن إعدامهم يكون بالرمي بالرصاص، لكن السلطة الإستدمارية آنذاك رأت أن ذلك سيعلي من شأنهم ويزيدهم شرفا، وراحت تعدمهم بالمقصلة. حيث تفننت فرنسا في قتل معارضيها وإعدامهم، فرأت أن الذبح بالمقصلة أكثر متعة، و قد تفننت كثيرا في تعذيب الجزائريين وإعدامهم، فكان لزاما بل من الواجب تسليط الضوء على شهداء أعدموا بالمقصلة من أجل الجزائر، لقد كانت فرنسا تعتمد على قاعدة الاستنطاق، التعذيب، فالإعدام بالمقصلة، الذي كان آنذاك وسيلة تعوّد عليها المستعمر لترهيب الجزائريين وكل من دافعوا عن القضية الجزائرية خلال الحقبة الاستعمارية ولم تتردّد فرنسا في تطبيق أحكامها الجائرة ضد أبناء بلدها. لقد كانت الثورة الجزائرية من أعظم الثورات في العالم كله، لأنها قدمت القوافل من الشهداء سجلوا اسم الجزائر بأحرف من ذهب في سجل التاريخ المخلد للأمم العظيمة و من بينهم الشهداء الخمسة و هم بوعشرية، يخلف، بن طيبة، كبداني، فوال و تبقى ثورة التحرير الجزائرية فيها الكثير من المآثر والأمثلة ما يجعلها من أعظم ثورات القرن العشرين.

يرجى كتابة : تعليقك