بين البارح واليوم : لحاف الصوف

بين البارح واليوم : لحاف الصوف
صيفيات
لم يكن الصيف عند الجدات في وقت مضى موسم الراحة والتحواس بعد قضاء سنة كاملة من العمل والجد ، ولم تكن هذه الفترة الفرصة السانحة لربة البيت تختارها لتنظيم برنامج استجمامي رفقة عائلتها داخل أو خارج الوطن ، بل كانت أحلامها بسيطة لا تخرج عن الضوابط والنمط المعاش آنذاك ومع ذلك لم تكن تعرف معنى الملل والكلل الذي نعيشه نحن اليوم رغم كل ما هو متوفر ومتاح . كان برنامجها بسيط ومعروف ولا يتطلب الكثير لتكون سعيدة في حياتها ، فكانت تُقسم فصول السنة حسب ما يفرضه عليها بيتها ، فما إن يحل مثلا موسم الصيف حتى تعد العدة لغسل الصوف وتجفيفه تحت أشعة الشمس لتزيل كل تلك الشوائب والروائح ، أما إذا كانت إحدى أفراد العائلة مقبلة على الزواج فتحضر كل بنات العم والخال والأخوات والجيران لمساعدة الأسرة في تنظيف الصوف واختيار ما ينفعهن في خياطة "لحاف" العروس ليكون جاهزا في الموعد المحدد في جو لا تغيب فيه مظاهر التضامن والتأزر .

يرجى كتابة : تعليقك