نسمة صيف : موجات أولى و ثانية وثالثة

صيفيات
كنا نظن أننا قد ودعنا نهائيا أضرار الموجات وتجاوزنا هذه العتبة بكثير وبمسافات بعيدة المدى لما خلفته جائحة كورونا من أثار ونذوب في نفوس العائلات الجزائرية لمدة تزيد عن السنتين ، وكنا نعتقد أننا لن نواجه دائرة الخطر الناجم عن أي موجة مهما كانت درجتها لأننا بكل بساطة وصلنا إلى بر الأمان وعدّينا تلك الأيام السوداء . و لم نخمن ولو مرة أننا سنواجه موجات حر عالية وخطر إسمه الخانة الحمراء وزئبق يتعدى مؤشره ال 48 درجة تحت الظل بالولايات الساحلية ، ونشرية خاصة للديوان الوطني للأرصاد الجوية تحذر من الارتفاع القياسي ، وتأهب استثنائي لمصالح الحماية المدنية ، وتصنيف غير متوقع للولايات المعنية التي أقحمتها المستويات العليا لحرارة شهر جويلية في المنطقة الملتهبة . وتشاء الظروف أن تجتمع كل هذه المعطيات مع فترة حلول الصمايم خلال موسم الاصطياف الحالي لتكبث أنفاس العائلات وتفرض قيودا على الجميع وتلغي وتسقط كل الممارسات العادية من قاموسنا اليومي وتقدم استثناءات على القاعدة العامة ، فتُطلق الموجة الأولى والثانية ثم الثالثة التي نعيشها هذه الأيام ونعاني من انعكاساتها الخانقة في كل لحظة وبالتحديد في فترة الذروة . وأمام كل هذه المؤشرات التي تعدت الخطوط الحمراء ، يظل الشارع الوهراني ينبض ولا يتوقف عن الحركة ، بفعل ما يسجله من توافد على مدار الأسبوع من مختلف الفئات العمرية ، دون أن يحترم المواطن ، أو يتقيد بالتنبيهات المتهاطلة عليه من كل حدب وصوب ، حتى فئة الرضع والأطفال لم تعد تنعم بالحماية اللازمة ولم تعد بمنأى عن لهيب الصيف القاتل وكأنها مرغمة على مرافقة أسرتها المغامرة من شارع لأخر ومن محل لأخر في أوقات يمنع فيها التنقل منعا باتا .

يرجى كتابة : تعليقك