نسمة صيف : الناس مزاجات

صيفيات
حينما يصبح المزاج العملة الأولى التي تحرك وتسير معاملات الناس وتضبط مواقفهم تجاه الآخرين لا يجد الطرف الثاني في هذه المعادلة سوى خيار التجاهل للخروج بمعنويات عالية وتجنب احتكاك هو في غنى عنه. وحينما يرهن الشخص تصرفاته وطريقة تعامله مع محيطه بحالته النفسية ، يخرج الأمر عن حدود التسيير ويصعب التحكم فيه إلى درجة الغضب والمشادات الكلامية، وحينما تتحيز الأفكار ويغلب المزاج السيئ عليها ويلغي كل الضوابط التي يفرضها فن التعامل تهتز بنية العلاقات المهنية والاجتماعية وتصير هشة وسريعة الانكسار . الناس مزاجات في كل اتصال بلون و في كل يوم بموقف و في كل دقيقة بوجه مغاير ترسمه تلك التعابير والملامح الحادة التي تتماشى و بوصلة معنوياتها ، هو واقعنا الذي أصبح يلازمنا باستمرار نلمسه في معاملاتنا اليومية في السوق والشارع والمرافق الخدماتية ومكان العمل وحتى داخل الأسرة في حد ذاتها وان حاولت معرفة السبب فلن تلق الجواب الصحيح لعلامة الاستفهام المطروحة عليك سوى أن حالتهم النفسية تحت الصفر تتغير بتغير الطقس وقد يختارون في بعض الأوقات الفصول الأربعة دفعة واحدة في تعاملاتهم مع الأرواح القريبة منهم . أمام هذا الاختلال يحتار المتلقي ويصعب عليه إيجاد الحلقة المفقودة ، خاصة إذا وجد نفسه في مركب واحد والأمثلة هنا لا تعد ولا تحصى تحتجج فيها تلك النفوس المريضة بالصيف والرطوبة وضغط الشارع للهروب من التوبيخ ، و لومة لائم .

يرجى كتابة : تعليقك