رأس فالكون من أجمل شواطئ وهران ، قائمة مصطافيه محدودة لا تتعدى العائلات وسكان مدينة عين الترك فقط، ولا مكان للزوار الوافدين من الولايات الأخرى، على اعتبار أنه الفضاء الوحيد الذي لا يخترق هذا الحاجز ويفضل استقبال السياح التي اعتادوا على التردد عليه منذ سنوات، ليس لأنه يرفض قائمة إضافية أو يسد بابه في وجه ضيوفه، بل لان عنوانه يجهله الكثيرون ممن لم يحظوا بزيارة هذا الشاطئ من قبل .
تفضل الكثير من العائلات الاستجمام بشاطئ رأس فالكون وتختاره من بين الشواطئ المسموحة للسباحة المتواجدة بالكورنيش الغربي، ولا تفارقه ولو مرة في كل موسم اصطياف، وكأنها ترفض أي موقعا آخر سواه ولا تقبل بالقائمة المعروضة عليها، رغم ما تقدمه لها من خدمات
ويختلف رأس فالكون عن الشواطئ الأخرى، ولا يتفق معها إلا من حيث الحدود الجغرافية التي تشكل قاسمهم المشترك، فهو ذلك الشاطئ الهادئ الذي ينفرد برماله الصافية وبساطه الذهبي الذي يشكل أجمل غطاء أصفر خالٍ من كل الشوائب، ما يحوله لموطن العائلات في كل موسم.
من أزقته الضيقة تظهر للزائر تلك الصورة الرائعة للبحر فتجعله يقف طويلا يتأمل سحر المكان وجاذبيته، ويلمس الاختلاف البائن بينه وبين الشواطئ الأخرى، وكأنه يحاول أن يحجب جماله ويجعل المصطاف يبحث عنه بين المنافذ الضيقة المغروسة في كل زاوية من زواياه .
للوصول إلى الشاطئ يتطلب استعمال تلك السلالم الإسمنتية السميكة نوعا ما وصعبة الولوج، خاصة بالنسبة لكبار السن الذين يتعذر عليهم بلوغ الشاطئ بسهولة، لكنه سرعان ما تزول تلك المشقة وتتلاشى نهائيا وينتهي التعب ويعود خفقان القلب إلى سرعته العادية، بمجرد أن تصل إلى "الشط" ، أمام ما يكتنزه المكان من خصوصيات ووسامة وبهاء .
وان كنت من مدققي النظر سترسم لوحتك الخاصة بك تجمع فيها بشكل مرتب المنارة التي تطل على المكان وحظيرة الزوارق البحرية المتواجدة بين البنغالوهات والصخور الجبلية التي تحافظ على سكونه دون أن تنسى الفنادق التي تتعطر يوميا من عطر البحر وتفسح للمصطاف المجال للغوص في أعماقه، حتى وان كان من نافدة غرفته لأن جمال رأس فالكون لا يقاوم ومتعدد الاتجاهات .
