سيتم الشروع في تجسيد مشروعي ترميم قصر "الباي محمد الكبير" و باب "كرافان سراي" الواقعين بالحي الشعبي العتيق "سيدي الهواري" بوهران مع مطلع السنة القادمة, حسبما استفيد اليوم الخميس لدى مديرية الثقافة والفنون.
وستنطلق أشغال ترميم قصر الباي و الباب الأثري الكائن بمنتزه "عبد الحميد بن باديس" (ليطان سابقا) المصنفان في قائمة التراث الوطني, خلال الثلاثي الأول من السنة القادمة, حسبما أبرزه لوأج رئيس مصلحة التراث بمديرية الثقافة والفنون, بركة جمال الدين.
وفيما يخص المعلم التاريخي "قصر الباي", تم اختيار مكتب دراسات مختص في التراث لإعداد دراسة لأشغال استعجالية, كما ذكر السيد بركة, مشيرا إلى أن هذا المكتب سيتولى أيضا متابعة المشروع الذي ستنجزه مؤسسة سيتم اختيارها.
وتشمل هذه الدراسة التي تدوم ستة أشهر ونصف, ترميم جميع أجنحة القصر بما فيها الحصن الاسباني "روزا ألكسار" و الديوان و الحرم و قاعة "المفضلة" و البرج الأحمر والحدائق التابعة لهذا الموقع التاريخي وكذا ملحقاته منها الأقواس
الاسبانية, وفق ذات المسؤول.
ويعود تاريخ "قصر الباي" إلى العهد العثماني حيث شيده محمد باي الكبير في نهاية القرن الثامن عشر. و يعد هذا الموقع الذي يتربع على مساحة 5ر5 هكتار, من ضمن المعالم الأثرية المدرجة في المسارات السياحية بوهران حيث يستقطب الزوار من مختلف ولايات الوطن والسياح الأجانب.
وفيما يتعلق بالمعلم الأثري "كرافان سراي", فقد تم اختيار المؤسسة التي ستتكفل بتجسيد مشروع إعادة تركيب هذا الباب الذي يعتبر من الأبواب التاريخية التي تزخر بها عاصمة غرب البلاد, وفق السيد بركة الذي أشار إلى أن مدة انجاز هذه العملية تم تحديدها بخمسة أشهر, مع العلم بأنه تم إعداد الدراسة من قبل مكتب دراسات متخصص.
وتأتي عملية تركيب قطع "كرافان سراي" المعروف أيضا باسم "باب قوافل القصر", بعد أن تضرر هذا الباب الذي يمتاز بهندسة معمارية رائعة جراء عاصفة شهدتها المدينة في 2001.
واستنادا إلى مصادر تاريخية, فان "كرافان سراي" يعتبر بوابة لمدخل لفندق "القوافل" حيث شيد في 1848 و تم تحويله إبان الاحتلال الفرنسي إلى مستشفى يحمل اسم "سانت لازارد" و تم نقل الباب إلى المنتز "عبد الحميد بن باديس" في 1955
بعد تدمير المستشفى في 1883.
و الجدير بالذكر أن عاصمة غرب البلاد تزخر بعدة أبواب تاريخية أبرزها "باب كنستال" و "باب اسبانيا" و "باب تلمسان" و "باب سانطون" تشهد على مختلف الحقب التاريخية التي شهدتها وهران.
