محطة عبور وتواصل بين مختلف الشعوب

خزائن مخطوطات توات وتيديكلت وقوراره بأدرار

خزائن مخطوطات توات وتيديكلت وقوراره بأدرار
صيفيات
للجزائر دراية كاملة بأهمية المخطوطات، فمع مطلع الاستقلال تمسكت المكتبة الوطنية بمسؤولياتها في هذا المجال، وحافظت على الخزائن القديمة والزوايا والملاك الخواص للمخطوطات قدر الإمكان على هذا الإرث، رغم أن الاستعمار سلب منه ما سلب وأحرق منه الكثير طمسا للهوية الوطنية . مع تظافر الجهود أعلنت وزارة الثقافة عن استراتيجية واعدة للمخطوطات بداية بترميمها والحفاظ عليها ودراستها وتحقيقها، إذ توجت تلك الجهود بإنشاء المركز الوطني للمخطوطات الكائن مقره بولاية ادرار ،وقبله وقفنا على برنامج للحفظ الوقائي الذي تم بالتنسيق مع هيئة المخطوطات في الجنوب المتوسطي ألقى بظلاله على مخطوطات ولاية ادرار بمنطقتي توات وتيديكلت، وأيضا بمنطقة قورارة بولاية تيميمون، وذلك في ملتقى تيميمون ما بين 18 و 20 ديسمبر 2001، كما استفادت ادرار وتيميمون من فترة تربصية لأرباب الخزائن والذين بلغ عددهم 30 متربصا آنذاك. ان مجموعة بودة وتيمي وتمنطيط وبوفادي وفنوغيل وتماسخت وزاوية كمنه وسالي ورقان التابعة لولاية ادرار، وكذا مجموعة تسفاوت والمطارفة وأولاد سعيد بولاية تيميمون، حيث تضم المجموعتان 82 خزانة مخطوطات بالإضافة للملاك الخواص، وتأرجح عدد مخطوطاتها بين 27 ألف مخطوط و 700 ألف مخطوط وهي أرقام لم تتبناها أية جهة رسمية إلا ما صرح به بعض الباحثين ، إلا أن ما لا نختلف عليه هو ان توات وتيديكلت وقورارة تزخر بكم هائل من المخطوطات ،لان الإحصاء لم يغلق بعد خاصة وانه لم يمس إلا خزائن تسابيت (المجموعة) وبوده (المجموعة) تيمي وملوكة وكوسام وتمنطيط وانزجمبر وسالي والمطارفة ، وهي المخطوطات التي شملت في موضوعاتها السواد الأعظم في الجانب التعليمي الفقه والسنة وجملة من الأدبيات والتاريخ والتراجم والأنساب . وأبرز ما عثر عليه في التاريخ لحد الساعة كتاب "القول البسيط في اخبار تمنطيط" لصاحبه الشيخ محمد الطيب بن عبد الرحمان المعروف ب بن بابا حيدا . أما أبرز من تركوا بصماتهم في الخزائن التواتية هم تلامذة الزاوية البكرية وأحفاد الشيخ البكري بن عبد الكريم، وهي الزاوية التي نسخت الكثير من المخطوطات خاصة على يد الحسن بن سعيد البكري وله في خزائن توات مجموعة من الاراجيز في التوحيد والفقه والتصوف . نذكر كذلك خزانة ملوكة الزاخرة بعطاءات الشيخ محمد بن عبد الرحمان البلبالي وابنه الشيخ عبد العزيز ،ومن ابرز مخطوطاتها "الغنية البلبالية" وهي جملة من الفتاوى والأحكام . الحديث عن خزائن توات الفضل فيه ولمجموعة من صفوة العلماء ، نذكر منهم الشيخ محمد عبد الكريم المغيلي التلمساني والشيخ الملياري والشيخ الجنتوري والشيخ الغصنوني وغيرهم .ومن العوامل التي ساهمت في استقرار العلماء بتوات وتيديكلت وقورارة تجارة القوافل التي اصطحبت صفوة من رواد الفكر والإبداع ،خاصة الهجرة التي مست كافة مناطق الشمال الإفريقي، ومنها تلك التي كانت بين سنتي 501 و698 ،حيث حلت أزيد من 17 قبيلة بكامل حمولتها الثقافية، والتي تفاعلت أيضا في مناطق توات وقورارة . أما أهم المسالك التي لعبت دورا هاما في حركة القوافل التجارية والهجرات الفردية والجماعية نذكر، الطريق الرئيسي المتجه من الشمال الغربي نحو منطقة توات وقورارة مرورا بسلجماسة وتبلبالة نحو بودة ، الطريق المتجه من تلمسان نحو بوده مرورا ببشار وبني عباس ، الطريق الذي يربط تونس بتوات وقورارة مرورا بغدامس وعين صالح إلى اقبلي باولو .

يرجى كتابة : تعليقك