تحتفي الاثنين مديرية الثقافة والفنون لولاية وهران بمعية الديوان الوطني للثقافة والإعلام و دار الثقافة زدور براهيم بلقاسم باليوم العربي للشعر المصادف لـ 21 مارس الجاري حيث ستنظم أمسية أدبية بقاعة سينما المغرب من تنشيط جمعيتي " وحي المثقفين " و" آثار العابرين بحضور كوكبة من شعراء وهران .
تدخل هذه الاحتفالية بعد بيان وزارة الثقافة والفنون، الذي جاء فيه ، أن المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) وبترشيح من وزارة الثقافة. تمّت الموافقة على اختيار الشاعر الجزائري الراحل محمد الأخضر السائحي. ضمن شاعرين اثنين يتم الاحتفاء بهما في الدّول العربية بمناسبة اليوم العربي للشعر المصادف لـ 21 مارس 2022. وكشف البيان أن الشعراء الذين اختارتهم “ألسكو” للاحتفاء بهم هم الشاعر الجزائري الراحل محمد الأخضر السائحي (بحساب الشعراء المتوفين). الشاعرة الكويتية سعاد الصباح (بحساب الشعراء الأحياء)، والشاعر الأردني الراحل مصطفى وهبي التل (عرار) رمزا للثقافة العربية لعام 2022.
وأكدت الوزارة أن اختيار الشاعر الراحل محمّد الأخضر السائحي. هو تقدير لواحد من الشعراء الجزائريين المعاصرين الذين سطع نجمهم في الساحة الأدبية العربية وعرفانا برسالته تجاه قضايا الأمة وبناء الأجيال المشبعة بالقيم الوطنية والأخلاقية.
والأخضر السائحي معلم، أديب، شاعر ولد في بلدية العالية بدائرة الحجيرة بورقلة في أكتوبر 1918 حفظ القرآن الكريم في التاسعة من عمره بمسقط رأسه على يد المشايخ، أشهرهم محمد بن الزاوي، وبلقاسم شتحونة، وأجيز على حفظه في 1930. ثم علمه بدوره لمدة تجاوزت السنتينٍ. بعدها انتقل إلى القرارة بغرداية لينتسب إلى معهد “الحياة” تتلمذ على يد الشيخ إبراهيم بيوض لمدة سنتين، ثم ألتحق بعدها رغم الظروف بجامعة الزيتونة بتونس في 1935.
ونشط السائحي في الميدان الأدبي والمسرحي، وشارك أيضا في النشاط السياسي ضد الاستعمار الفرنسي. حيث كتب ونشر عديد المقالات في الصحف كلفته غاليا، باعتباره أحد رموز الحركة الوطنية آنذاك، وقد تعرف هناك بإخوانه من أبناء الوطن الذين حز بهم أمر الوطن ومطامح التنوير والتحرير وهو ما دفع بهم لتأسيس جمعية الطلبة الجزائريين بتونس.
بعد الاستقلال جمع بين التعليم والعمل الإذاعي في ثانويتي ابن خلدون والثعالبية بالعاصمة إلى أن تقاعد في نوفمبر 1980. وتوفي الشاعر الأخضر السائحي بالجزائر العاصمة في 11 جويلية 2005 بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 87 سنة، تاركا وراءه رصيدا مهما من الشعر أغلبه كلاسيكي وعدد من الدواوين، نشر جله بالجرائد والمجلات التونسية والجزائرية، وله عددا من المؤلفات المطبوعة منها “همسات وصرخات” 1967، و”جمر ورماد” 1980، أناشيد النصر 1983، و”ألوان بلا تلوين” وبه جمع النكت والطرائف التي كان يذيعها في برنامجه الإذاعي ألوان ثم نماذج، عرف رواجا كبيراً. وترك محمد الأخضر السائحي ديوانا للأطفال 1983، وإسلاميات 1984، بقايا وأوشال 1987، الراعي وحكاية ثورة 1988.
